ظهرت في الأونة الاخيرة العديد من المبادرات
الشبابية التي تهدف الى إعادة تشجيع ثقافة القراءة في المجتمع ، لطالما
كان الشباب لهم الدور الكبير في الوقت الراهن ، ومن بين تلك المبادرات ظهرت
الى السطح قبل عدة أسابيع مشروع (مكتبة الحي المجانية ) ، تقف عليه
الكاتبة والاعلامية الشابة ملاذ حسين خوجلي ، تصميم الفكرة مختلفة بعض
الشيء ، فهو يجمع ما بين بساطة الفكرة والشغف بالقراءة إضافة الى الأمانة ،
التقينا ملاذ عبر هذه المساحة لتحدثنا أكثر عن المشروع.
حاورها : عبدالسلام الحاج
حاورها : عبدالسلام الحاج
كيف تعرفين مشروع مكتبة الحي المجانية ؟
مكتبة
الحي المجانية هو مشروع يهدف لترسخ قيمة القراءة والإطلاع في الأحياء
السكنية ، والحث على القراْءة بعد إنتشار التكنولوجيا التي الهت الصغير
والكبير عن القراءة ، إضافة الى العمل على سد فجوة عدم وجود المكتبات
العامة في الاحياء ، والتغلب على أسعار الكتاب الباهظه التي لا تقابلها
طبعات شعبية ، إذ نجتهد لتوفيرها في متناول الجميع.
وفكرة مكتبة
الحي المجانية هي نسخة سودانية من مشروع المكتبة المجانية التي إبتكرها
شاب إمريكي في عام 2009 بعد أن فقد إحدى قريباته وقرر أن يبني لها صرح،
فكانت الفكرة أن يضع الكتب التي تحبها قريبته في صندوق أشبه بصندوق البريد
في الشارع ، بحيث تكون بداخلها الكتب ، وبالفعل وضعها امام منزله وسرعان ما
تفاعل أهل الحي مع الفكرة ووجدت الاستحسان من الجميع ، وكان شعار المكتبة (
ضع كتاب وخذ كتاب )، وسرعان ما إنتشرت الفكرة الى باقي الولايات الامريكية
، والان أصبحت حملة عالمية تحت إسم (little free library ) مهتمة
بمحاربة الامية والجهل في كل انحاء العالم ، وذلك بالتعاون مع مؤسسات و
جمعيات لتحفيز القراءة ، والان الفكرة انتشرت في أكثر من 60 دولة حول
العالم.
ما هي أهداف هذا المشروع ؟
الهدف الاساسي لهذه المكتبة
هو إعادة تشجيع القراءة وسط الشباب والأطفال في الأحياء السكنية عامة ،
كما تهدف الى إلتفاف الجيران في الاحياء بشكل خاص حول ما ينفعهم ويقرب
بينهم ، من حيث طرق التفكير وتشارك القراءة بإكتشاف كل شخص ماذا يقرأ جاره ،
مما تجعل الجيران أقرب لبعضهم البعض.
كيف هو تفاعل الناس مع المشروع الى الان؟
في
البدء أي فكرة لها منتقدين ، خاصة في السودان ، إذ تكون لديهم مخاوف حول
سرقة المكتبة أو سرقة الكتب وما الى ذلك من مخاوف ، ولكني درست كل هذه
المخاوف ووجدت في المنظمة إجابات لكل الاسئلة ، وحينما شرعت في تنفيذها مع
صغار الحي كانوا أكثر حماساً وتفاعلاً على عكس الكبار ،لأنهم لا يستطيعون
أن ينفكوا من مخاوفهم ،
متى تم أفتتاح هذه المكتبة ؟
تم
إفتتاح المكتبة يوم الخميس 12 مارس بحضور عدد من وسائل الاعلام والجيران ،
وأثبت لنا الجميع أنهم متفائلين ومقدرين المجهود ، وجاءتنا كتب رائعة وقيمة
، وشهدنا أقبال كبير من الاطفال على القراءة ، وأصبح لديهم إحساس بأن هذا
المشروع ملك لهم.
كيف يتم التنسيق لهذا المشروع فيما بينكم وبين الشباب الذين يرغبون في إنشاء مكتبات في أحيائهم؟
لدينا
قروب على الفيسبوك بإسم (مكتبة الحي المجانية) ، والمسمى هنا نابع من هدف
الفكرة وليس الترجمة الحرفية ، والان أصبحت لدينا عضوية في الحملة العالمية
، حيث راسلناهم بإننا أنشأنا مكتبة مجانية ، وكانت موافقتهم السريعة ، بعد
ذلك أعلنوا عبر حسابهم الرسمي على (تويتر) إنضمام السودان لهذه الحملة ،
وسنكمل الاجراءات الاخرى مع كل من يحب تأسيس مكتبة الحي في قريته أو
مدينته.
هل لديك أي تواصل مع المكتبات ودور النشر بخصوص هذا المشروع؟
حالياً
ليس لدي تواصل ، ولكن سأكون حريصة من خلال هذا المشروع للتواصل مع دور
النشر والمكتبات وأصحاب القرار، لأنني في المستقبل أفكر في تحويله الى
ركيزة أساسية في كل حي ، سوف أجتهد على جعل مكتبة الحي المجانية ضمن الشروط
الاساسية للخطط السكنية الجديدة ، مكتبة حي مجانية بشكلها البسيط وغير
المكلف وبدون مفتاح أو (قفل) لزرع الثقة في الاخر بأنه لا تخوين وكل من
يحافظ على المكتبة هو سوداني فاضل ومفيد للمنطقة.
ما هي أنواع الكتب الموجودة في المكتبة ؟
المكتبة
تحتوى على العديد من الكتب المتنوعة ، ثقافية أدبية إجتماعية وعلمية ،
وكما هو موضح في شعار المكتبة ( أحصل على كتاب وضع كتاب ) لذلك تكون حركة
الكتب متداولة في المكتبة ، ولكن مؤخراً تم تزويد المكتبة بكتب للاطفال
وقصص قصيرة مصورة لأن الحي به أطفال لا يقرأون ، ولكن نحببهم في القراءة من
خلال الصور والمفردات البسيطة التي يمكن للأب أو الأخ أن يرويها لهم ،
والمكتبة موجودة في الطائف شارع النخيل مربع ٢٣ ، يمكن لأي شخص بالحي
المشاركة في رفدها بالكتب والاستفادة من الكتب الموجودة فيها.
ما هي الخطط المستقبلية لهذا المشروع؟
من الخطط المستقبلية لهذا المشروع هو تحريك وتوجيه المجتمع للقراءة من جديد لتصب معرفة إختيارية وبنية ثقافية صلبة ، والاحساس بأن المعرفة هو الشي الوحيد الذي لا يُسلب او يسرق منك ، لذلك الكتاب عامل أساسي في الوعي العام وفي تربية نشئ قادر على إيجاد حلول ، وأن تتعلم بدون قيود وشروط للتعلم او المعرفة ، فانت حر في إختيار ما تقرأه وما تود معرفته ، سأكون مسروره جداً لأي شخص يريد نشر الفكرة وتنفيذها في منطقته.
من الخطط المستقبلية لهذا المشروع هو تحريك وتوجيه المجتمع للقراءة من جديد لتصب معرفة إختيارية وبنية ثقافية صلبة ، والاحساس بأن المعرفة هو الشي الوحيد الذي لا يُسلب او يسرق منك ، لذلك الكتاب عامل أساسي في الوعي العام وفي تربية نشئ قادر على إيجاد حلول ، وأن تتعلم بدون قيود وشروط للتعلم او المعرفة ، فانت حر في إختيار ما تقرأه وما تود معرفته ، سأكون مسروره جداً لأي شخص يريد نشر الفكرة وتنفيذها في منطقته.
0 comments:
إرسال تعليق