يقول جون أبدايك
( يمكن للأحلام أن تتحول إلى حقيقة ، فبدون ذلك ما كانت الطبيعة لتحثنا كي نحلم ) ،
تأملت هذه المقولة كثيراً وأنا أتابع مبادرة تدريب الأطفال لصناعة الفيلم ، ثم
حاولت أن أتخيل شكل الأحلام التي تراود هؤلاء الأطفال وهم (معمة) التدريب ، هل
يحلمون بأن ينتجوا أفلام تنافس على الأوسكار ؟ هل يعملون بإجتهاد على صناعة أفلام تعبر
وتعكس واقعنا الراهن ؟ أم يحلمون بصناعة
أفلام أكشن تغزو هوليوود وتقلب موازين الانتاج السينمائي ؟ كل هذه الأسئلة وأكثر
طافت في ذهني ، ولكنها أبعد ما يكون عن أحلامهم ، أعتقد ذلك ، لأنني لا أستطيع
تأطير الأحلام ، فربما أحلامهم أكبر بكثير من تساؤلاتي البائسة أعلاه .
ما لفت نظري في هذه المبادرة هو الإلتزام الكبير والشغف الذي تستشفه عندما ترى صورهم وهم يتدربون ، 14 طفل في قمة الإندماج ، فتجدهم في كامل الأنتباه والتركيز ، وكأنهم لا يريدون لأي معلومة تقال لهم أن تفلت منهم ، وبالرغم من أن الورشة الان شارفت على دخول الشهر الثالث ، ولكن شغفهم في زيادة ، بإمكانني أن أقرأ ذلك بوضوح من خلال صور التدريب ، أيضاً يمكنكم ذلك ، هل توافقوني في هذا ؟
أن تكون في هذا العمر اليافع وتتاح لك فرصة التدريب المتكامل في صناعة الفيلم بكافة التفاصيل من ( كتابة السيناريو - التصوير - الاخراج – الصوت– المونتاج) بشقيه النظري والعملي ، بالإضافة الى زيارات ميدانية لعدد من الاستديوهات ، والتدريب على التصوير بكاميرات ذات جودة عالية ، لعمري هذه هي (الحقيقة) التى كانت (حلم) ذات يوم في مخيلة هؤلاء الاطفال.
ربما يكون الوقت مبكراً في إستباق نتائج هذه الورشة ، ولكن مبدئياً أريد أن (أقف) إحتراماً للقائمين على أمر هذه المبادرة ، إبتداءاً بالمخرج مصعب حسونة وباقية الشباب القائمين على أمرهذه المبادرة ، مروراً بكل شخص ساهم في هذا المشروع البنّاء ، وأكيد (وقوفي) يمتد الى هؤلاء الاطفال المثابرين ، كل الأمنيات لهم بالتوفيق ، على أمل أن نرى مخرجات هذه الورشة ، أي كانت النتائج فهي حتماً ستشكل إضافة قوية في مسيرة هؤلاء المتدربين في المستقبل.
0 comments:
إرسال تعليق