728x90 شفرة ادسنس

  • الزيت

    Alzeet. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    2014/10/10

    دانيال كمبوني ... المعلم العظيم

    اليوم تمر علينا الذكرى الـ 133 لوفاة ( المعلم الكبير ) ، اذ رحل عنا تحديدا عند الساعة العاشرة مساء من اليوم العاشر من شهر اكتوبر 1881 ، في تلك الليلة  دق ناقوس ارسالية الخرطوم دقاته الحزينة ، دقة ، دقتان ، ثلاث ، وكان قبله صراخ الاولاد والبنات في الارسالية كافيا لأشاعة الخبر المؤلم ، اثقل نبأء جثم على صدر افريقيا ، الا هو خبر موت المنسنيور ، كان الموقف محزنا لا يطاق ، وفجأة انتشر النبأ في كل مكان ، عبر الجبال و البحار ، ذهول وأسى عم كل الاقطار ، وهناك في ايطاليا كان للخبر دوي مهيب ، عندما علم والده بما حدث ، وأن اخر ابنائه الثمانية قد رحل عن هذه الفانية كانت ردت فعله على هذا المنوال ( اني اشكر الله انه مات في موقعه كجندي مخلص ) ، ولكن تعزية بخيت كايندا النوبي الكفيف كانت اكثر تاكيدا على عظمة المنسنيور ، اذا قال ( ان اسم كمبوني سيظل خالدا على هذه الارض الحارقة ، وان كل اخوتي الاحياء والذين سيعيشون سوف يكرمونه كمخلص صالح ).


    "لو كانت لدي الف حياة ، لاحببت اولئك الفقراء بنفس القدر "

    دانيال كمبوني




    صرخة المستقبل اللاواعية :
    ( افريقيا ... افريقيا ) يسمع مرارا شيوخ واهالي قرية ( ليمون ) الصغيرة الضاحكة ذات البيوت المزخرفة واعمدة المرمر ، بين مرأة بحيرة ( غاردا ) الزرقاء واخضرار الزيتون ، يسمعون صراخا من اعالي الجبل الجاثم فوق القرية ، هاتين الكلمتين ( افريقيا ... افريقيا ) كلمتين كثيرا ما كان يرددهما الولد الصغير النشيط ، دانيال ، الذي كان يتسلق الجبال من وقت الى اخر ، بنظرة متوجة نحو ارضِ بعيدة ، يطلق صرخة المستقبل اللاواعية اّنذاك ( افريقيا ... افريقيا ) ، ابصر دانيال النور في 15 مارس 1831م ، وهو الابن الرابع من بين ثمانية اولاد قضوا نحبهم في عمر يانع ، اذ ولد في ( تيسول ) احدى مزارع الليمون الكثيرة المحاطة بالزيتون ، حيث تستطيع ان تتمتع بمنظر البحيرة ، حيث تؤمها الطيور لقضاء فصل الشتاء ، كان والدا دانيال ( لويدجي كمبوني و دومنيكا ) يعملان كبستانيين ، ويسكنان في دفيئة يملكها سيد ثري ، ويكسبان العيش بتضحيات كبيرة ، ولكنهما كانا في المقابل غنيين بالايمان والفضيلة .
    درس دانيال الابتدائي بالقرية الجميلة التي احتضنته ثم ذهب الى فيرونا ليسجل اسمه كتلميذ غير مقيم في المدرسة الاكليريكية الاسقفية لان الاقامة تتطلب منه رسوماً مالية اكثر من طاقته ، ثم انتقل للدراسة في كلية مازا ، التي انشأت لتكون ملاذاً للطلاب الفقراء والموهوبين الذين لا يستطيعون تسجيل اقامة داخل مدارس الدولة ، بعد تخرجه فيها انضم الى مجمع نشر الايمان الذي كان يعمل على انشاء ما يسمونه النيابة الرسولية الى اواسط افريقيا كعضو بسيط في عام 1846م .
    نقطة تحول :
    عندما زار الاب فنكو مدينة فيرونا الايطالية ، قصد المدرسة التي كان قد تربى فيها ، ووجه خطاب حماسي وحار للطلبه ، وكان من بين الذين استمعوا الي كلامه حينها الشاب دانيال ، والذي صمم في تلك المناسبة بالذات أن يوقف حياته لخدمة افريقيا  .
    واول زيارة لدانيال كمبوني الي السودان كانت في عام 1857م ، مع مجموعة من اعضاء كلية مازا ، مات اثنان منهم بعد وصولهم بفترة وجيزة ، اما كمبوني فقد اضطر للعودة الى ايطاليا في عام 1859م نسبة لتدهور صحته انذاك ، ولكنه بالرغم من ذلك قرر ان يكرس حياته للعمل من اجل الافارقة ، وبعد ان قضى فترة النقاهة في بلدته ابحر الى الاسكندرية ثم عدن وبعض المواني والمدن في سواحل افريقيا ليختار صبيانا من الافارقة الذين امتازوا بذكائهم ، لينقلهم الى كلية مازا وغيرها من المعاهد الخيرية لينالوا تربية تنفع مواطنيهم عندما يعودون الى ديارهم.
    وعندما عزم دانيال على الذهاب الى افريقيا قام بالعمل كمتطوع بين المصابين بالكوليرا في فيرونا ، باذلا ذاته ليلا ونهارا ، نائما على مقعد غير مريح ليكون دايما على اهبة الاستعداد لمساعدة المرضى ، هكذا تأهب دانيال للذهاب الى افريقيا ، لانه كان يعلم بأنه ذاهب الي قارة الاسود ، وكان يعلم انه سوف يجابه العديد من الصعاب ، لذلك جاء استعداده مبكرا وشاقا.
    شاب مؤهل لتحمل الصعاب :
    عندما كان كمبوني في 31 من عمره كان يتقن عشرة لغات ، من بينها اللغة العربية ، وبعض اللهجات الافريقية المحلية ، وكان متحدثا جيدا ، يعرف ماذا يقول ، وكيف يقنع ، عندما يتكلم يشع طراوة وأملا ، يعيش من الامل لا من الذكريات المليئة بالحنين .
    وكان كمبوني شخصا متفائلا ، يحب الناس ، ويحب التحدث اليهم والاستماع الى مشاكلهم ، يعظهم ، لقد كان محبوبا من الجميع ، كما كان كاتبا متميزا ، يكتب المقالات والخطابات والرسائل ، لقد كتب العديد من الرسائل وهي تشكل الان منجما تاريخيا وادبيا ، وكانت مقالاته تجابه معضلات تلك الفترة من العبودية العظمى التي كانت مستشرية في البلاد ، يشرح فيها الحالة المأساوية التي كان يعيشها سكان السودان .
    وفي زمان كمبوني كانت افريقيا عالم مجهول تمام لأغلب الاوروبيين ، لذلك اعتبوها موضوع استكشاف واحتلال وتسلط ، ومصدر جديد لجلب المواد الخام والعبيد ، ولكن بالمقابل كان هنالك اخرون يحلمون بأفريقيا مختلفة تماما ، اذ وضعوها موضع تربية وحعون وحضارة ، وكانت لهم دوما افريقيا موضوعا وليس شخصا ، وكان كمبوني ضمن هؤلاء الفئة الاخيرة ، اذ احب افريقيا لدرجة بعيدة ، وظهرا هذا جليا في اقواله وافعاله .
    افريقيا او الموت :
     كانت ارسالية اواسط افريقيا بالخرطوم قد اغلقت منذ عام 1862م ، ولكن رغبة كمبوني في مساعدة شعب افريقيا على الخلاص كانت اقوى وكافية لمواجهة اهوال وتحديات القارة السوداء ، لذلك اعد خطة لاعادة فتح الارسالية والعمل في افريقيا ، وذلك بالاستعانة بالافارقة انفسهم ، وساعده في ذلك مقدرة الافارقة على ادارة شؤونهم الدينية والاجتماعية بأنفسهم ، وفي هذا المجال  كان كمبوني سباقا في ( افرقة الافريقيين ) سياسيا وثقافيا واجتماعيا ، ومن اجل هذا طاف جميع العواصم الاوروبية ، معلنا خطته وداعيا اليها ، بغرض جمع التبرعات لانجاز مهمته ، ولكنه لقى الكثير من المعارضة ، وبالاخص من رئيس كلية مازا ، الذي رفض اقتراح اعادة فتح ارسالية اواسط افريقيا بالخرطوم ، لكثرة الصعوبات التي واجهها المشروع ، الا ان كمبوني لم يستسلم ، اذ صمم بأن يحمل هذا العبء لوحده ، وأن يواصل العمل دون مساعدة من كلية مازا .
     البداية من ارض النوبة :
    في عام 1873م عاد الاب كمبوني الى الخرطوم للمرة الثانية ، وذلك بعد ان قام قداسة البابا بيوس التاسع بتعيينه نائبا رسوليا لأرسالية اواسط افريقيا ، واعطاه السلطة لاعادة فتحها ، وكان مع الاب كمبوني دفعة من المرسلين المساعدين له واثنين من الافارقة الذين تخرجوا من كلية مازا ، وكان الاب كمبوني قد اعطي امرا لأثنين من القساوسة بالذهاب الي الابيض لبناء مدرسة وكنيسة ، وذلك عام 1871م ، وعندما وصل الاب كمبوني السودان قدم نفسه للناس على هذا المنوال ( حب شبابي الاول كان لأفريقيا التعساء ، كانت افكاري وخطواتي دوما لكم ، انا ابوكم وانتم ابنائي ، اعود اليكم لئلا اتوقف ابدا ، وان اكون لكم ، يلقاني الليل والنهار ، الشمس والشتاء ، متأهبا دوما لتلبية حاجاتكم الروحية ، الغني والفقير ، المتعافي والمريض ، الشاب والشيخ ، رب البيت والخادم ، لهم دوما مدخل الى قلبيي ، خيركم خيري ، اوجاعكم اوجاعي ، اسعد ايامي يكون يوم استطيع ان اهب حياتي لكم ) .
     بدأ الاب كمبوني عمله من جبال النوبة ، وهي في ذلك الوقت كانت منطقة مغلقة ، اذ لم يصل اليها اي من التجار بعد ، اذ قام بفتح مزرعة بالدلنج لتدريب الاهالي على الزراعة ، واقام مزرعة اخرى بالقرب من الابيض في قرية ( ملبس ) وطبق الاب كمبوني في كل مؤسساته تلك الاسلوب المعروف اليوم  ب( العون الذاتي ) ، اذ كان يعمل على تدريب الاهالى على الاكتفاء الذاتي ، لاسيما في اعمال الزراعة ، وكان يشجعهم على ان يؤمنوا معيشتهم بأنفسهم ، كما قام بفتح مركز اخر في بربر ، وكان في نيته ان يقيم مركزا في القضارف وبعض مدن الجنوب الا ان وفاة الكثير من مساعديه حالت دون ذلك .
    وفي عام 1877م قام البابا بتنصيب الاب كمبوني اسقفا لاواسط افريقيا ، و وفقا لاعماله الجليلة قام الخديوي اساعيل باشا بأعطاءه السلطة المطلقة في تحرير من يشاء من الذين يلاقيهم في حالة العبودية ، وقام بمنع تجارة الرقيق في كل اشكالها وانواعها .
    المطران ابو السودان :
    يقولون اذا اردت ان تعرف شخصا على المستوى العميق ، انظر الى طموحاته ، تطلعاته ، احلامه ، افعاله ، تصرفاته في الامور الجسام ، وما يهجس به في خلوته ، ان كانت تدور حول اشياء شخصية وصغيرة فهو شخص صغير ، اما اذا كانت تدور حول نفع عام وتحولات كبيرة فهو بلا شك شخص عظيم ، لان ما يقدر عليه البشر من خير او شر يظل مقيدا بالظروف والامكانات المتاحة ، اما ما يحلمون به ويتمنونه فأنه متصل بأرواحهم ، واعماق ذواتهم ، وطليق من كل قيد ، لذلك فأنه يعبر عنهم تمام التعبير ، وهكذا كان الاب كمبوني ، كبيرا في احلامه وتطلعاته ، وعظيما بأفعاله وتصرفاته .
    في عام 1878م عندما ضربت المجاعة كل اقاليم السودان ، بالاضافة الى فيضان النيل الاستثنائي الجارف عام 1879م والذي سبب الكثير من الكوارث في الانفس والاموال ، وعاث فسادا كبيرا ، نقص مرعب في المواد الغذائية ، ووباء هائل ، وجد المنسنيور نفسه امام مشهد مأساوي ، فذهب الى اوروبا طالبا المعونة من اجل الاف السودانيين المنكوبين من الفيضان ، وعاد ووزع عليهم كل ما لديه من مال وتبرعات ، واصبح يعرف في ذلك الزمان بأسم ( المطران ابو السودان ) .
    خلاص افريقيا على يد افريقيا :
    في السودان اليوم كلمة كمبوني مرادفة لكلمة كنيسة وتربية ، اذ تقوم مدارس ومؤسسات كمبوني بتخريج الاف التلاميذ والتلميذات في كل المستويات ، وهي مدارس مفتوحة للجميع ، مسيحيين ، مسلمين ، وارواحيين .
    بث الاب كمبوني في روح الشعب السوداني عزيمة الحكماء ، ونفث هوية صادقة افردها بأهتمامه ، مقدما لهذه الغاية حياته الفتية ، وبذر الاب كمبوني في السودانيين حبة الخردل والتي حملت خصبا وحياة جديدة للمجتمع في السودان ، ويعتبر الاب كمبوني تحديا مفتوحا للأمم والشعوب المتقدمة لكي يقبل السودان ودول اخري مهمشة في كونية انسانية صادقة ، اذ ناضل الاب كمبوني في اكثر القرون اثارة للجدل في افريقيا ضد الظلم والتجاوزات الانسانية والاستعباد التي كانت متفشية في السودان ، ليس هذا فقط بل اصبح الصوت الجريء لمن لا صوت لهم ، وبطل المساواة امام عظماء الامم .
    وبالمقابل نجد بعض المفاهيم الخاطئة والتي تسعى الى طمس حقيقة عمل كمبوني في السودان ، ولكن كما يقولون فأن العبرة بالخواتيم ، فاذا كان الاب كمبوني هو رائد التنصير في افريقيا والسودان ، فأنه بالمقابل هو المؤسس الحقيقي للتعليم المنتظم في السودان ، وما مؤسساته الراسخة على تخوم السودان الا دليل قاطع على شمولية رسالته ونيته الصادقة في التربية والتعليم كمبدأ اساسي ، اذ درس وتخرج في مدارس كمبوني العديد من الطلاب ، والان لهم اسهامات مقدرة في الساحة العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية للسودان الحديث .
    مدارس كمبوني :
    ان النظر الي تجربة مدارس كمبوني في السودان عموما ، نجد انها خلقت نسيجا اجتماعيا فريدا ، وهي بالكاد تكون سودانا مصغر ، اذ استطاعت ان تحوي كل افراد المجتمع السوداني ، لتشكل منهم كتلة صلبة ومتجانسة ، ففي مدارس كمبوني تجد ادم ولد الغرابة ، ومحمد ابن اواسط البلاد ، وشول القادم من الجنوب ، وتية صبي جبال النوبة ، واحمد جني الشمالية ، وهكذا دواليك ، كل من هؤلاء قادمين من بيئة مشبعة بعادات وتقاليد معينة ومتباينة ، وقيم تختلف عن البيئات الاخرى الا فيما ندر ، وكانت كمبوني هي الوعاء الذي تم فيه انصهار كل تلك الثقافات والموروثات ، ليكون الوطن اروع بهذه التكوينات الجديدة التي نتجت عن كل ذلك التمازج .
    ومسيرة كمبوني لم تقتصر على الجانب التعليمي فقط ، اذ كانت ولا تزال تولي اهتماما مقدرا بالانسان كقيمة تنموية ، ورأس مال اي دولة ، لذلك اهتمت بتربية الجوانب الاخرى من هذا الانسان ، والذى هو احد تلاميذها ، اذ كانت المناشط الرياضية حاضرة بقوة ( لا تخلو اي مدرسة من مدارس كمبوني من ملعب لكرة السلة واخر لكرة الطائرة ) ، وكذلك اهتمت بالجوانب الثقافية والادبية ، وهذا ان دل على شيء انما يدل على بعد نظر ادارة مدارس كمبوني المستقبلية ، وذلك متمثل بالمساهمة في اعداد هذا الانسان بدنيا وجسمانيا في خط متوازي مع اعداده الاكاديمي والعلمي ، لتكون المقولة المعروفة حاضرة بقوة ( العقل السليم في الجسم السليم ) وهي احدي اهداف مدارس كمبوني للرقي بالانسان وتهيأته التهياة السليمة لمواجهة تحديات المستقبل بذهن متفتح ونشيط وبدن قويم وسليم .
    متشكرين ومقدرين :
    من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، شكرا الاب كمبوني ، شكرا على كل شيء جميل فعلته لنا ، فلن ننسي فضائلك الكثيرة علينا ، لانك ما تزال فينا ، وقديما قال الفيلسوف الالماني نيتشه "ان ما يؤسسه عظماء الافراد يبقى مجسما لشخصيتهم الى ان ينمو ويأتي بثماره" وهذا ما جسّده الاب  كمبوني في حياته ، اذ قام بوضع منهجا ورؤية لمجتمع متسامح وشجاع ، ورسخ معاني التكافل والتعاضد بين افراد المجتمع ، ووهبنا ثقافة ان نعيش في محبة ووئام ، وان نكون متساويين في حقوقنا الانسانية الاساسية وكذلك في الواجبات ، والوسائل لحياة كريمة وحرة ( هذا قبل الانفصال ).
    ومن غير الممكن في مدى مقالة واحدة شرح الاعمال الكبيرة ، وحياة انسان عظيم كالاب كمبوني ، ولكن مما لا شك فيه ان الاب كمبوني احب افريقيا حب لامثيل له ، وكان يحمل للسودانين مودة خاصة جدا ، وكذلك بادله السودانيون الود بالود ، والملاحظ ان مدة عمل الاب كمبوني في السودان لم تكن طويلة ، ولكنها كانت عميقة ، وعظيمة الفائدة لشعب افريقيا والسودان ، لانه وجد الطريقة السليمة  لتربية الافارقة وهي عن طريق ابنائهم .
    الاب كمبوني مازال حاضرا في افريقيا ، عن طريق مرسليه والمدارس التي تحمل اسمه الى الان ، وبالرغم من ان قبر الاب كمبوني الذي كان في حديقة الارسالية بالخرطوم قد هدم وخرب بواسطة جيوش المهدي ، وتم نقل رفاته لاحقا الى فيرونا حيث تستريح هناك في البيت الرئيسي الذي سمى بأسمه ، الا ان اغلب جسد المنسنيور كمبوني قد اختلط  بتراب السودان ، وهذا دليل على ان هبه نفسه التي قدمها لأفريقيا قد تحققت ماديا ، وان الاب دانيال كمبوني وارض افريقيا اتحدا واصبحتا شيئا واحدا .

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيسبوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: دانيال كمبوني ... المعلم العظيم Rating: 5 Reviewed By: Abdalsalam Alhaj

    حوارات

    Scroll to Top