أستاذ أمين حماد ... شكرأ بلاحدود

كان الجو شديد الحرارة ... نحن الان في شهر يوينو 2003 ... هكذا تبدو مدينة بورتسودان في مثل هذه الايام من كل عام ... هنا مدرسة كمبوني بورتسودان الثانوية ... لقد دلفنا تواً الى حجرات الدراسة بعد فسحة الفطور ... وما أدراك ما الفطور ... وما أدراك ما فول عمو عبدو :) ... المهم ... بعد أن تمكن منّا الفول ...  هذا يعني أن الحصة القادمة سوف تكون (على المحك ) ...  المهم ... دخل علينا استاذ مادة العلوم التجارية ... شخصية في كامل الاناقة  ... لم نكن نعرف أسمه بعد - نسيت أن أقول لكم انه الاسبوع الاول لنا في العام الدراسي الجديد - لكننا تحسسنا موضع أدراجنا استعداداً لقيلولة ظااابطة مع مادة (العلوم التجارية) خاصة وأن الحصة (دبل) ... هكذا قلنا بصوت صمت ... لكن سرعان ما أصبنا بالدهشة بسبب (الجملة) التي كتبها الاستاذ في السبورة ... نحن في قمة صحوتنا الان ... لقد رأيناها بأم أعيننا على السبورة ... لقد كان شيء لا يصدق ... وهنا طرحنا أسئلة بصوت أكثر صمتاً ( هل في اساتذة بيكتبوا كلام زي دا في السبورة ؟  الاستاذ دا جااااادي ؟ ).

 

التفت علينا بحركة سريعة وإنداح قائلاً :

فتّاح يا عليم
رزّاق يا كريم
صلى على عجل
همهم همهمة
حصّن للعباد .. وهوزز سبحتو
دنقر للتراب .. هم فوق هم هما


مرت أكثر من 15 دقيقة ونحن نستمع لقصيدة مختلفة جديدة بالنسبة لطلاب في الصف الاول ثانوي ... ولكن اللالقاء الأنيق من أستاذ (أمين) جعل من تلك الدقائق وكأنها لحظات لقيا عابرة بحبيبة سابقة في أحد المطارات .


أذكر إنني لم أكن على (ود) مع مادة العلوم التجارية (سااااي) كدا بس ... كنت بفتكر المادة دي نوع من أنواع الترف ... (هو نحنا عندنا قروش عشان يقرونا تجارية وميزانية وكلام فاضي ) ... ولكن بفضل أستاذ أمين تعرفت على المفاهيم الاساسية للعلوم التجارية وأصبحت أكثر تصالحاً مع الميزانية والحسابات الختامية J ... وكلمة السر كانت في إقتباسات استاذ امين أثناء الحصة ... بالاضافة الى لجوئه للخيال ... لقد ساعدنا على أنشاء شركات ومؤسسات في أخيلتنا ... ثم جعلنا نتحدث عن الاصول والمبيعات والمشتروات وندير هذه الشركات ونجرى لها الحسابات الختامية عند نهاية الحصة .

أستاذ أمين نموذج للأستاذ المثقف ، الواعي ، المفكر، الاستاذ الصديق، يعلم الأخلاق و القيم السامية يوصل رسالته التربوية بطرق بسيطة وعميقة، بفضله تعرفنا على العديد من المعارف ، وإكتسبنا ميزة سعة الخيال ومتعة إطلاق العنان لافكارنا.


بعد ذلك بأعوام أكتشفت أن أستاذ أمين كاتب ومحرر ثقافي في صحيفة ( بورتسودان مدينتي ) وله العديد من الكتابات الابداعية.

شكراً أستاذي
شكراً بلاحدود
#‏شكرا_ليك_لانك_اثرت_في_حياتي.

تلميذك /عبدالسلام الحاج

......

دقيقة ... دقيقة

......

نسيت أقول ليكم الجملة الكتبها أستاذ أمين في السبورة ... الجملة كانت ( الحصة ونسة ).

عبدالسلام الحاج

مدون ومستشار للسوشيال ميديا والمحتوى الرقمي ، عضو شبكة مدونون سودانيون بلاحدود وشبكة مدونات عربية، نشرت كتاباته في عدد من الصحف والمجلات السودانية، وله مساهمات في عدد من المواقع والمجلات الإلكترونية العربية والعالمية، مهتم بالإعلام الرقمي ،الفنون والحراك الثقافي المستقل.

12:57:00 ص