عند الثالثة فجرا من صباح اليوم الخميس تم طرد ثمانية طلاب مكفوفين من داخلية كلية التربية - جامعة الخرطوم ، وذلك عن طريق مدير الصندوق القومي للطلاب دكتور أمين، وكان بمعيته عدد من أفراد الشرطة .
وتعود تفاصيل القضية منِذ السنة الفائتة ، أذ نفذ طلاب كلية التربية إعتصام داخل الحرم الجامعي ، وكان مطلبهم الاساسي هو السكن في الداخلية الموجودة بكلية التربية ، بالاضافة الى تحسين بيئة الداخلية ، ولكن الاوضاع تفاقمت بعد أن قامت جهات بحرق داخلية الطلاب الموجودة داخل الحرم الجامعي ، وهذا أدى الى استمرار الاعتصام لأكثر من ثلاثة ايام ، الامر الذي أدى الى تعليق الدراسة بكلية التربية لمدة ثلاثة شهور.
ويقول الطالب علي ( أحد الطلاب المكفوفين ) بعد حرق داخلية الطلاب الموجودة داخل حرم كلية التربية ، قام الصندوق القومي للطلاب بترحيلنا الى داخلية ( الزبير ) ، وهي عبارة عن مجمع مكون من ستة طوابق ، وفي فترة اجازة مابين السمستر قال لنا أحد المسؤلين في الصندوق القومي للطلاب بأن الصندوق يريد صيانة الداخلية لذلك تم ترحيلنا مجددا الى داخلية ( أم المؤمنين ) وهي عبارة عن عمارة مكونة من ثلاثة طوابق ، وتعتبر صغيرة مقارنة مع عددنا ، نحن أكثر من 450 طالب ،والداخلية بها 11 غرفة فقط ، لذلك اضطر الطلاب الى الاكتظاظ في الغرف ، إذ تجد في الغرفة الواحدة أكثر من 25 طالب ، فالمكان ضيق جداً ، حتى أن أغلب الطلاب ينامون في المسجد المجاور للداخلية ، ونحن شريحة المكفوفين عددنا بسيط ، نحن ثمانية طلاب مكفوفين وسط مجموعة كبيرة من الطلاب المبصرين ، لا نستطيع التواجد في مكان ضيق كهذا ، لذلك قمنا بالرجوع الى داخلية ( الزبير ) وهي داخلية أوسع ومريحة بالنسبة لنا ، وبعد ان رجعنا قدمنا خطاب لإدارة الصندوق بأننا لا نستطيع التواجد في داخلية ( أم المؤمنين ) لأن المكان ضيق جداً لذلك سوف نسكن في داخلية ( الزبير ) ، ولكننا تفاجأنا عند الثالثة من فجر اليوم بمدير الصندوق القومي للطلاب دكتور أمين ومعه أفراد من الشرطة ، إذ قاموا بطردنا من داخلية ( الزبير ) ، وقال لنا بالحرف ( بعدين الساعة ستة صباحاً ما أجي ألقاكم هنا ) ، وها نحن الان حملنا حقائبنا وأمتعتنا وجئنا بها الى الجامعة ، وهي أمامك الان في ساحة النشاط بشارع المين كما تراها الان ، وعندما ذهبنا الى إدارة الكلية قالوا لنا بأنهم لا علاقة لهم بالامر ، وقالوا لنا علينا أن نحل مشكلتنا مع الصندوق القومي للطلاب.
هذه كل الحكاية ، نحن الان لا نعرف أين نبيت ، لا مأوى لنا ، نحن كشريحة طلاب مكفوفين لا نطالب بالمستحيل ، ولكن أن نطلب مكان للسكن هل هذا جرم ؟
في الصورة بعض الطلاب المكفوفين وأمتعتهم داخل كلية التربية - جامعة الخرطوم
0 comments:
إرسال تعليق