تساءل غسان كنفاني في برقوق نيسان وقال : "لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ " وجدت الإجابة على هذا السؤال وأنا في روضة المهد الحنون بحي الروضة - مدينة النيل - أمدرمان، كنت محفوف بورد وأطفال. وحولي دمي، كولاج، ألوان على الفخار، وشتل الزهور. ويا للمصادفة العجيبة، كان أبريل يتهادى، وكان الفرح المختبئ في إنتظارنا.
كانت الزيارة بدعوة كريمة من الأستاذة شلبية الصاوي، مؤسسة ورشة حديقة الفنون للأطفال مع الفنان التشكيلي علاء الدين الجزولي. كان النهار قد بدأ في بسط سيطرته على الأجواء، ولكن دفء الإستقبال بث فيني شعور بالإطمئنان. كانت الورشة ولا زالت واحدة من الأحلام العظيمة التي ظلّت ترافق شلبية وعلاء الدين، بل صارت جزء من حياتهما تماماً، ما أجملهما !
تقول شلبية عن الورشة " بدأت ورشة حديقة الفنون للأطفال عام 1992، ولكن لظروف مختلفة توقفت عدة مرات، ولكننا لم نيأس، صمدنا وعملنا على أن يستمر هذا المشروع مهما كانت الظروف، نحن الأن في الدورة التاسعة للورشة، ونحن سعداء بكل ما تحقق حتى هذه اللحظة، وسنعمل بكل إجتهاد من أجل مواصلة المشوار.
الطريقة التي تنتهجها الورشة أثارت فضولي، فقد لأحظت عدم تدخل المشرفين على الورشة في التفاصيل، وأيضاً كل شئ، في الورشة رأيته من فعل الأطفال، إعتماداً علي أنفسهم وبإمكانياتهم وقدراتهم هم وحدهم، دون تدخل المشرفين سواء كان التدخل باليد أو بالأفكار، فالأطفال هنا في الورشة هم الذين يبدعون الأفكار المدهشة وهم الذين ينفذونها. تضيف شلبية قائلة عن هذا الإسلوب : " تتبع ورشتنا هذا النهج التربوي السليم الذي يمنح الطفل الثقة في نفسه وقدراته، ومن تجارب ورشتنا علي مر السنين أثبتنا صحة وجدوي هذا المنهج، وأثبت الاطفال عملياً إنهم يفكرون وينفذون أفكارهم بإقتدار، وان بإمكانهم الابداع في شتي المجالات، الاطفال يرسمون ويعلقون رسوماتهم التي أعدوها بدون تدخل الكبار وإملاءاتهم المعيقة في كثير من الأحيان لحرية تفكير الطفل ولنمو قدراته الذهنية والابداعية.
كانت هذه بعض المشاهدات والإفادات التي خرجت بها من زيارة ورشة حديقة الفنون للأطفال، كنت برفقة الأنيقة لاريسا فورمان، منسقة مشروع "يلا خرطوم، ستكون لنا زيارة أخرى بالتأكيد، سنتعرف فيها أكثر على تفاصيل الورشة، وأنشطتها، إلى ذلك الحين سأترككم مع بعض الصور التي إلتقتطها للأطفال أثناء الورشة وهم غارقون في عالمهم الجميل، دمي، فخار، كولاج، ألوان وزهور.
إحتراماتي
عبدالسلام الحاج
عبدالسلام الحاج
مدون ومستشار للسوشيال ميديا والمحتوى الرقمي ، عضو شبكة مدونون سودانيون بلاحدود وشبكة مدونات عربية، نشرت كتاباته في عدد من الصحف والمجلات السودانية، وله مساهمات في عدد من المواقع والمجلات الإلكترونية العربية والعالمية، مهتم بالإعلام الرقمي ،الفنون والحراك الثقافي المستقل.
0 comments:
إرسال تعليق