الزيت:عبدالسلام الحاج
إنتظرت وقت طويل جداً من أجل أن أكتب هذه التدوينة، ربما لأنها عن قيمة بصرية ذات مدلولات ومحمولات غاية في الأهمية في مجال صناعة الأفلام، فأنا يا سادتي أنا مفتون جداً ببوسترات الأفلام، لدي إرشيف كبير من هذه البوسترات، فهي لا تقل أهمية عندي من الفيلم ذات نفسه. وهنا يجب أن أبدي أعجابي بالمجهود الكبير لسودان فيلم فاكتوري في ترسيخ الهوية البصرية لأفلامهم عن طريق البوسترات، فأغلب الورش التدريبية للفاكتوري سبقتها بوسترات أنيقة وجذَابة، ملفتة للأنظار، ممتعة للعين ومنعشة للذاكرة، تدل على عمل شاق مبذول بحب كبير.
في الفترة الأخيرة إستوقفتني العديد من البوسترات، بعضها ردي للغاية، والبعض يبعث الإنشراح في الروح، ولكن هل هنالك بوستر ناجح وآخر سييء؟ وهل يمكنني أن أتحمّس لمشاهدة فيلم فقط من البوستر؟ كلها أسئلة دارت في خاطري وأنا أكتب هذه التدوينة. بالنسبة لي في كثير من الأحيان كنت قد تحمست لمشاهدة بعض الأفلام فقط بعد رؤيتي للبوستر.
ماذا عنكم؟ كيف تجاوبون على الأسئلة أعلاه؟
أكثر من 60% من الأفلام السودانية ليست لديها بوسترات، وهذا أمر محزن، ويدل على عدم إهتمام بمرحلة ما بعد الإنتاج، فصّناع الأفلام يتجاهلون بهذه الهفوة، أهم عنصر يساعد على جذب إنتباه الجمهور وإثارة حماسهم للفيلم كخطوة أولى وتوزيع وإنتشار وتسويق الفيلم كمرحلة ثانية، إذ ليس من الضروري أن يحكي البوستر عن قصة الفيلم أو حبكته بشكل مباشر، لكنه يجب أن يدفع المشاهد للفضول، ويشوقه لمعرفة السر خلف هذا البوستر.
في هذه التدوينة تجدون 48 بوستر لأفلام سودانية التي أنتجت بعد عام 2000م، والملاحظ إن جزء كبير من هذه الأفلام أنتجت في ورش تدريبية، والبعض الأخر إنتاج مستقل، لكن هذا لا يمنعنا من أرسال رسالة لوم وعتاب إلى صنَاع الأفلام الذين ينتجون أفلام بلا بوسترات. أيها السادة، لم تعد البوسترات ترفاً، فهي جزء أساسي من هذه الصناعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#مدونة_الزيت ... الخُلاصة والحقيقة
0 comments:
إرسال تعليق