728x90 شفرة ادسنس

  • الزيت

    Alzeet. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    2012/10/26

    يوم القراءة في الخرطوم ... خطوة في مشوار الميل






    في فعالية هى الأولى من نوعها في السودان ، وفي حدث ثقافي مميز، تجمع أكثر من 3000 شاب وشابة من شباب الخرطوم في الساحة الخضراء في السادس من اكتوبر 2012 على مائدة المعرفة ، جاءوا من اجل إحياء قيمة عظيمة الا وهي القراءة ، وتحت شعار ( نقرأ لنرتقي ) كانت فعالية يوم القراءة في الخرطوم ، أول وأكبر فعالية للقراءة الجماعية والحرة في السودان ، الذي نظمته ( تعليم بلاحدود ) ، كانت بداية الفعالية من خلال شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك من خلال مناسبة تم انشائها للحدث ، لكن سرعان ما تحمس الشباب للفكرة ، وعملوا على إنجاحها ، وتحقق اليوم على أرض الواقع ، كتب ومطبوعات كثيرة حملتها الأيدي متحدية دراما الفقر والجهل ، خصوصاً أن منظمي المشروع يخططون لتفعيل المبادرة في مختلف المدن السودانية .

    كل شخص أتي بكتابه ، جلسوا في حلقات دائرية ، البعض الاخر فضل الاستلقاء على العشب ، التهموا كتبهم في هدوء وصمت ، وانت تنظر اليهم يشدك الحنين الى مقولة قديمة وحنينة ، حينما زار الشاعر الكبير نزار قباني السودان ، خرج من الفندق وقاده الفضول الى صفوف الناس لشراء الخبز ، فذهب ووقف معهم ليعرف معاناتهم ويكتب عنها ، ولكنه تفاجأ حينما وجد هذا الصف هو صف الجرائد ، وفي المساء في قراءته لأشعاره في احد منتديات الخرطوم تفاجأ بان الجميع يحفظ أشعاره عن ظهر قلب وعندما عاد قال ( القاهرة تكتب ، بيروت تطبع ، والخرطوم تقرأ ) فقدت المقولة بريقها مع مرور السنين ولكن شباب الخرطوم جاءوا ليستعيدوا سيرتها الاولى على أقل تقدير .

    المشروع كما يصفه القائمون عليه ، هو محاولة لإعادة تشجيع القراءة وسط الشباب ، وجعلها قيمة متجذرة في المجتمع ، و جعل القراءة في الاماكن العامة عادة طبيعية و ليس شيئا مستهجنا ، وتحفيز كافة الشرائح الاجتماعية على القراءة ، وتعزيز روح المشاركة الفعالة لدى القراء ، لأن القراءة هي الوسيلة القادرة على تغيير العقل الفردي و الجماعي ، بعد ذلك فأن القراءة أسلوب من أساليب النشاط الفكري، العام والخاص، في حل المشكلات ، إذا ما عرفنا أن مفهوم (تجديد العقل) هو أساس كل تغيير وتطوير نحو الأمام ، إضافة إلى ذلك كله أصبحت القراءة من وجهة النظر العلمية والأكاديمية مفتاحاً و نافذة لاستثمار أوقات الفراغ بما هو مفيد وناجح ، لا بد هنا من التذكير بما قاله الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس عندما سأله أحد أبنائه إذا سألني الناس عن مهنتك فماذا أقول لهم يا أبتاه ؟؟ أجابه : قل لهم يا بني إن أبي دائم التجوال من خلال قراءة الكتب للالتقاء يومياً مع الأدباء والعلماء والمفكرين من كل عصر وجنس ودين، يصغي إلى الأموات منهم كما يصغي إلى الأحياء، يصافحهم على الرغم من أنه تفصله عنهم مسافات شاسعة ، فهو لا يعبأ بحدود جغرافية ولا بفترات زمنية .

    ويوضح أحد منظمي المشروع «نجحنا في جمع هذا الكـم الهـائل من الشـباب من مختلف الطبقات والشــرائح الاجتماعية ، هي محاولة لاستعادة هيبة الكتاب وإعادة التواصل معه ) وعن كيفية الطريقة المميزة التي خرج بها اليوم يضيف ( المبادرة لم تكن ارتجالية ولقد اعددنا للفعالية منذ وقت طويل ، لكن ما أود الإشارة إليه هنا، هو أننا قد سعينا أن تبدو المبادرة عفوية وليست ارتجالية ، لم نكن نسعى إلى أن تبدو الفعالية أشبه بمؤتمر يجلس فيه الناس على مقاعد مخصصة لهم ، بل أردنا أن نقول إن الإنسان يستطيع أن يمسك بالكتاب ويطالعه في أي مكان، سواء على العشب أم على منصة أم متكئا على شجرة وغير ذلك.

    من طبع البشر أنهم لا يحرصون على فعل شيء ما إذا لم يقتنعوا بأهميته لحياتهم ، فالبعض قد يقول إن القراءة هامة ولكنه في الحقيقة ليس مقتنعاً قناعة تامة تحفزه على ممارسة هذا النمط من السلوك ، ومن أجمل ما قيل عن أهمية القراءة ما سطره العقاد قائلاً" لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب ، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب؛ فكرتك أنت فكرة واحدة، شعورك أنت شعور واحد، خيالك أنت خيال فرد واحد إذا قصرته عليك، ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، ولاقيت بشعورك شعورًا آخر، ولاقيت بخيالك خيال غيرك، فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، وأن الشعور يصبح شعورين، وأن الخيال يصبح خيالين ، كلا وإنما تصبح الفكرة اذا التلاقي مئات الافكار في القوة والعمق والامتداد ".

    وعن هذه الفعالية الثقافية الاستثنائية تحدثت رؤى الزبير وهي احدى المشاركات في الفعالية وقالت " لقد نجحت المبادرة بحضور مكثف لم يتوقعه أي احد ، امتلأت الساحة الخضراء والتى لم تر منذ فترة طويلة سوى مقابلات العشاق وبعض العائلات التى تأتى مع أولادها ، امتلأت بالعديد من الشباب المحملين بكتبهم وعشقهم للمعرفة ، جاءوا لصناعة مفهوم جديد ، القراءة للجميع وفي اي زمان وأي مكان ، لكن ما يميز هذه الفعالية ان القراءة كانت في الهواء الطلق ، تبادلنا الكتب بشكل مجانى مباشرة في ما بيننا بدلا من تحمل تكاليف شراء كتاب جديد ، فتحونا نقاشات جادة في العديد من المواضيع ، ناقشنا ما قرأناه مع بعضنا البعض ، اتمنى ان تكون هذه الفعالية بصورة دورية حتى تعم الفائده للجميع ).

    بما أن أول آية أنزلت في القرءان الكريم بدأت بكلمة إقرا ، قرأنا حينها ولكننا لم نعد نقرأ ، تعلمنا وقتها ولم نعد نتعلم شيئا ، ألسنا بحاجة إلى الرقي بأنفسا وبأمتنا بالكتاب ، لأن القراءة ترقى بالفكر وتنمي العقول ، وهل ارتقت حضارة يوما بشعب جاهل لا يقرأ ، وهل انمحت حضارة لأن شعبها مثقف وقارئ ، اراد شباب الخرطوم أن يقولوا كلمتهم أن جيل الفيسبوك ايضا يهتم بالقراءة وبالكتب ، جاءوا ليأكدوا بأن الكتاب سوف يظل خير جليس دوماُ وابداُ ، جاءوا لينتصروا للمعرفة ، جعلوا منا الساحة الخضراء لوحة تشكيلية مبهرة ملوّنة بأغلفة كتب عربية وأجنبية وسودانية وبكل عنوان ممكن .



    تصوير : العبيد الشفيع

     























    كل الصور اعلاه من تصوير : عبودي ميسي


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيسبوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: يوم القراءة في الخرطوم ... خطوة في مشوار الميل Rating: 5 Reviewed By: Abdalsalam Alhaj

    حوارات

    Scroll to Top