728x90 شفرة ادسنس

  • الزيت

    Alzeet. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    2012/10/26

    شركات التوزيع الصحفي في جولة للبحث عن قارئ



    جاء نشوء الصحافة وتطورها مرتبطاً بالتطور الثقافي للحياة الإجتماعية والسياسية في السودان ، حيث عرفت الصحف المحلية منذ فترة طويلة ، فبعد منشورات الإمام المهدي ، ودخول الإستعمار تأسست جريدة السودان ، ثم رائد السودان ، وحضارة السودان وصولاً إلى جريدة النهضة السودانية  بواسطة الأستاذ محمد عباس أبو الريش ، ثم جاءت بعد ذلك جريدة الفجر ثم جريدة النيل ، وهكذا تباعا جاءت الصحف في السودان في فترات متفاوتة ، الي ان وصل عددها الكلي  الان الي حوالي 57 صحيفة ، موزعة مابين سياسية ، رياضية ، اجتماعية ، تسلية ، واعلانية ، وبالتالي كان من البديهي ان يصاحب هذا الانتاج الكبير للصحف في السودان تطورا  في طرق واساليب التوزيع ، فبعد ان كان التوزيع والبيع في ارجاء العاصمة والولايات من خلال مكتبات محدودة ، حيث تتولي بيع الصحف والمجلات للقراء ، جاءت فكرة الاستعانة بأشخاص  كموزعيين متجولين ( سريحة ) ، او الاستعانة ببعض الطلاب للقيام بهذه المهمة  خلال فترة الاجازة المدرسية ، حيث يقومون بتوزيع الصحف وبيعها راجلين او من خلال الدراجات الهوائية او النارية ، وذلك  لأن اي صحيفة تعتبر منتجاً عمره الاستهلاكي عدة ساعات ، ويجب توزيعها في ظرف سويعات ، بل إن هذا الهدف يتعدى هذا المفهوم لتجعل الهدف وصول المطبوعة  إلى القارئ في اقل وقت ممكن بعد طباعتها مباشرة .

       
    ولكن البحث عن قراء مهمة باتت في غاية الصعوبة في السودان ، وخصوصا مع  موجة الغلاء التي ضربت السودانيين في مقتل كما يقول المثل ، بالاضافة الي خطر التكنولوجيا وغزو الانترنت ،  وان كان هذا بقدر اخف ، فهل صناعة الصحف وشركات التوزيع  قادرة علي مجابهة كل تلك المخاطر؟
     وها هو السيد آرن والن  رئيس «هولمن بيبر» في السويد ، وهي احدى شركات الانتاج الرائدة في مجال طباعة الصحف في اوروبا ، يعرض احصاءات ترسم صورة قاتمة عن وضع الصحف في شمال اميركا وبلدان غرب اوروبا ، وقال ان الاحصاءات تؤكد تراجع نسبة توزيع الصحف تدريجيا في هذه المناطق منذ عام 1990، إلا انه شدد على ان الصحافة المكتوبة قادرة على البقاء في حلقة المنافسة ، اذا ابقت تركيزها على القارئ والمعلن وعلى ما تتقنه بشكل افضل ، اذا كان هذا هو السيناريو المرسوم الان للصحافة ونسبة توزيعها  في دول العالم الاول كما يقولون ، فكيف بعالمنا الثالث هذا ، هل لا تزال صحافتنا السودانية  تقدم خدمات تجبر القارئ علي دفع ثمن نسخة من الصحبفة ؟؟  
    كما ان هناك مشكلة أخرى ، تتمثل فى ارتفاع نسبة الأمية ، والتى تحد من نسبة توزيع الصحف وانتشارها ، إذ أن نسبة توزيع الصحف في العالم العربي تصل إلي 30 نسخة  لكل ألف ساكن فى فترة السبعينات من القرن الماضى ، بينما فى عام 2006 وصلت إلى 10 نسخ لكل ألف ، وفى دول الخليج لا تزيد عن نسخة لكل عشرة آلاف شخص ، بينما تصل في أوربا إلي 264 لكل ألف شخص مقيم ، وهذا يجعل توزيع الصحافة العربية في مرتبة أقل بكثير جدا من المتوسط  العالمي الذي يصل إلي 136 صحيفة لكل ألف ساكن ، فى نفس الوقت هناك ضآلة واضحة فى توزيع الصحافة اليومية العربية حيث تصل فى العالم العربى إلي 5 ملايين نسخة ، بينما تصل في أوربا إلي 167 مليون نسخة حسب إحصاء عام 2006 ،  لنأتي من اروبا الي السودان ، فاذا عرفنا ان مجمل الكمية المطبوعة في السودان من الصحف السياسية والاجتماعية والرياضية وصحف الاعلانات والتسلية لا تتخطى حاجز الـ 400 الف نسخة في اليوم ، فبعملية حسابية بسيطة ، عندما نقارن كمية الصحف المطبوعة الي عدد سكان السودان ، تصبح النسبة 0.01 وهي نسبة قراء الصحف في السودان ، انه لامر مخجل للغاية ، ولكن هل لنا بالتفائل ؟ ربما .

    لذا علينا ان نعود وان نتعامل مع ارقامنا هذه بكل واقعية ، ولنترك التحديق في نصف كوبنا الفارغ ، ولنري كيف تتم عملية توزيع هذه الـ 400 الف نسخة ،  فاذا علمنا ان هنالك اكثر من 13 شركة توزيع للمطبوعات الصحفية ، وهي تقوم بتوزع حوالي 70% من كمية الإنتاج من المطبوعات الصحفية في اليوم ، اضافة الى حوالي 1500 بائع متجول ، وتمول هذه الشبكة الثنائية من قبل 8 مراكز توزيع بالعاصمة ، نري انه ومع تأسيس هذه الشركات المتخصصة في التوزيع ، شهد السودان  أول شكل منظم من أشكال توزيع الصحف ، بعد ان كانت طرق التوزيع غير منظمة وكانت من خلال مكتبات ومنافذ محددة .
     ولكن بعد  تعاقد المؤسسات الصحافية مع متعهدين يقومون بتوزيع مطبوعاتهم ، سجلت شركات التوزيع قفزة وتطوراً في أسلوب توزيع الصحف ، بما تمتلكها من  كوادر بشرية  و موظفين وموزعين ،  كما تملك شركات التوزيع من الآليات أسطولا ضخما من السيارات وشبكة متكاملة من الفروع تغطي كافة أرجاء السودان ، من نقاط البيع والتوزيع ، لإيصال الاف  النسخ من المطبوعات المختلفة للقراء والمشتركين يوميا ، حيث يتم هذا في فترة وجيزة منذ الساعة الثانية عشر ليلا  وحتى ساعات الصباح الأولى ،  ليتمكن القارئ في جميع أنحاء السودان  من الحصول على ما يريد من الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية والكتب .

     وبرز اسم شركة قماري للتوزيع  كواحد من أشهر الأسماء التي دخلت سوق توزيع الصحف والمجلات ، بما تمتلك من أسطول ضخم من السيارات المتخصصةً في توزيع وتسويق المطبوعات الإعلامية ، وشبكات من الفروع تغطي كافة أنحاء السودان  ، وارتباطها مع شركات ووكلاء توزيع في كافة الولايات ، ولم يقتصر الأمر في رحلة توزيع الصحف خلال الفترة الماضية على أسطول التوزيع ، بل ادخلت التقنية الحديثة في توجيه أساطيل التوزيع من خلال المتابعة الميدانية لسوق المطبوعات الموزعة ، وإجراء عمليات استطلاع للرأي ، وتوصيل الاف النسخ إلى القراء والمشتركين في أوقات قياسية .
    وللفائدة العامة ذهبنا الي الاستاذ يحي حامد مدير عام شركة قماري للتوزيع وعضو المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وعضو اتحاد الموزعين العرب ، ليعرفنا عن قرب علي عملية التوزيع وطبيعة العمل ، فقال لنا: ( في البدء نجد ان العملية الصحفية تتكون من ثلاثة اضلاع هي التحرير والطباعة ثم التوزيع ، وعن علاقة شركة التوزيع بالصحيفة التي تعاقدنا معها ،  اننا نقوم بأستلام الصحيفة من المطبعة بواسطة موظفينا اللذين يرابطون في المطبعة ، حيث نستلم الكمية المطبوعة من مندوب الصحيفة ، بعد ذلك نقوم بتقسيم هذه الكمية المستلمة وتوزيعها الي كميتين ، الكمية الاولي توزع في العاصمة والكمية الثانية توزع في الولايات ، وغالبا ما تكون نسبة كمية الولايات  30 % من الكمية الكلية ، وباقي الـ 70 % توزع في العاصمة ، وهذا الامر ينطبق علي جميع الصحف عندنا .

    واضاف استاذ يحيي ( في العاصمة لدينا وكلاء ، نسلمهم كمياتهم من كل الصحف  التي تعهدنا بتوزيعها ، وغالبا ما يكون ذلك في الساعات الاولى من الصباح الباكر، اي نحو الساعة الرابعة فجرا ،  وللأمانة نعترف ان طريقة التوزيع عبر الوكلاء  تعتبر طريقة تقليدية في التوزيع ، ولكن نسبة الى ارتفاع تكاليف النقل وضعف العائد من مبيعات الصحف ، حيث لم يتركا فرصة  للاتجاه نحو سياسة التوزيع المباشر للمكتبات بدلاً من التعامل عبر الوكلاء ، بجانب أسباب فنية مرتبطة بعمل أصحاب المكتبات تعوق عملية  التوزيع المباشر ) .
    وفيما يتعلق بكمية الولايات قال الاستاذ يحيي ( نحن لدينا اكثر من خمسة خطوط  للتوزيع ، اولها خط مدني ، حيث تقوم العربة المحملة بالصحف من الخرطوم في حوالي الساعة الخامسة صباحا ، وتبدا في التوزيع من منطقة جياد مرورا بكل المناطق التي علي طول الطريق ، سوى اكانت شرق البحر او غربه ، الى ان تصل مدني في حوالي الساعة السابعة صباحا ، ومن مدني نقوم بشحن تلك الصحف عبر الحافلات المغادرة الي سنار وسنجة والدمازين ، حيث  تصلهم الصحف علي حسب مسافة كل منطقة ، مثلا تصل الي سنار في العاشرة والنصف صباحا ، وتصل سنجة في الحادية عشر والنصف ، اما صحف الدمازين فتصلها حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا ، وكذلك لدينا خط بورتسودان وهو يشمل شندي وعطبرة وسواكن وصولا الي بورتسودان ، كما لدينا خط كسلا ، ويشمل  القضارف ، خشم القربة ، حلفا الجديدة و كسلا ، ولدينا كذلك خط الغرب وهو يعتبر اطول خط ، ويشمل الدويم ، كنانة ، ربك ، كوستي ، تندلتي ، ام روابة ، الرهد ، الابيض ، النهود ، كادقلي ، الدلنج .  كما لدينا خط دنقلا وكريمة وكرمة ، اما المدن البعيدة مثل نيالا ، الفاشر ، الجنينة ، واو ، جوبا يتم ترحيلها عبر الطيران ) .

    وعن المشاكل التي تعاني منها شركات التوزيع قال الاستاذ يحي ( هنالك الكثير من المشاكل التي تواجه عملية التوزيع ، ولكن نذكر منها مشكلة ايجار الصحف والتداول المتعدد للصحيفة الواحدة ، فهي مشكلة كبيرة تسبب اضرار جمة لشركة التوزيع والصحبفة علي حد سوا ، وهو من العيوب الاخلاقية وبها تضيع حقوق الصحف ويضيع ملامح التقدير الحقيقي لمبيعات للصحيفة ) .
    وفي ختام حديثه لنا قال الاستاذ يحيي ( عبركم  اود ان اوجه رسالة شكر وعرفان الي كل موظفينا وعمالنا الذين يسهرون الليالي ، ويجتهدون كثيرا  حتي تصل الصحف الي مناطقها في اسرع وقت ممكن ، وسوف نستمر في  دعمهم و مكافئتهم ماديا ومعنويا علي الخدمات الجليلة التي ظلوا يقدموها لنا ).
    تمويل الصحف :
    اذا عرفنا ان الحكومة السودانية لا تقدم اي دعم مباشر للصحف التي تصدر عن جهات غير حكومية وكذلك الدعم الغير مباشر لا وجود له ، اذ لا تعامل الصحف برسوم مخفضة في مجال الاتصالات الهاتفية والاشتراك في شبكات المعلومات الدولية والنقل الجوي وتخفيض الرسوم الجمركية ، وتستورد الصحف كل مدخلات انتاجها من ورق وحبر وافلام واجهزة الجمع وماكينات الطباعة من الخارج ، اذ لم تقم حتي الان اية صناعة سودانية لانتاج مدخلات صناعة الصحف ، وليس من المتوقع قيامها في المستقبل القريب.
    تعتمد الصحف السودانية غير الحكومية في مقابلة تكلفة اصدارها علي عائدات الاعلان والتوزيع ، وتتراوح نسبة عائدات الاعلان مابين 5 ـــ 35% من قيمة التكلفة الكلية لانتاج الصحيفة ، وهو عائد ضعيف بالمقارنة مع الصحف العربية والدولية ، اما العائد من التوزيع فيتوقف علي عدد النسخ المطبوعة من كل صحيفة والتي تتراوح ما بين 6 الف نسخة الي 30 الف نسخة يوميا في احسن الاحوال ، وتتراوح تكلفة طباعة النسخة الواحدة ما بين 190 ــ 260 جنيه سوداني حسب الحجم والنوع والكمية مع العم ان شركات التوزيع تأخذ نسبة من سعر البيع ، كما هناك بعض المرتجع الذي يعاد الي الصحيفة.
    وفيما يتعلق بمشكلة التوزيع بولاية الخرطوم أوضح الاستاذ بشارة ادم محمد مدير توزيع العاصمة بشركة قماري للتوزيع ، ان هنالك الكثير من المشاكل التي تعترض عملية التوزيع ، منها تأخير عملية طباعة الصحف في المطابع ، وهذا الامر له اسباب عديدة اول هذه الاسباب مردود الي الصحيفة نفسها ، متمثلة في وصولها متأخرة الي المطبعة ، والسبب الثاني هو اعطال المطابع المتكررة ، وايضا هنالك اسباب راجعة للوكيل نفسه ، اذ لا يقوم بتوزيع الصحف علي المكتبات بطريقة مدروسة ، اي عليه رصد مرتجع المكتبات ، لكي يقوم بتوزيع الصحف علي اساسها ، فيجب عليه زيادة الكمية للمكتبة التي لها راجع اقل ، وتقليل الكمية للمكتبة التي راجعها كثير) ، واضاف ايضا ( ان الزيادة الاخيرة في اسعار الصحف قللت من مبيعات وتوزيع الصحف بنسبة 30 % ، وكذلك زيادة عدد الصحف اثر علي النسبة العامة للتوزيع ، ونجد ايضا ان غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية العامة في البلاد ادت ايضا الي احجام القراء من شراء الصحف ، فالشخص الذي يمتلك واجد جنيه في هذه الايام  يفضل ان يشتري بها رغيف لاولاده بدلا من شراء صحيفة ) ، وسالنا الاستاذ بشارة كذلك عن سبب توقف منافذ  الاستاندات فقال ( الفائدة من مبيعات الاستاندات لا يغطي تكلفة منصرفاتها من ايجار عربات ومحروقات وايجار موزعين ، لذلك اوقفناها ).
    وكذلك تحدث لنا الاستاذ ابراهيم كوة مدير توزيع الولايات بشركة قماري عن وضع التوزيع في الولايات فقال ( توزيع الصحف في الولايات ضعيف كما هو معروف للكل ، ولكن نجد ان التغطيات الخاصة بولاية معينة في الصحف تزيد من نسبة التوزيع في تلك الولاية ،  بالاضافة الي الاحداث العامة سواء اكانت سياسية او رياضية ) ، واردف الاستاذ كوة قائلا (ان وصول الصحف مبكرا في الولايات تزيد من نسبة مبيعاتها ، وذلك لان اغلب الموظفين والعمال والطلبة سوف يتمكنون من الحصول علي نسخهم من تلك الصحف ، قبل رحلة الاياب الي الديار ، ولكن عندما تصل الصحيفة في وقت متأخر اي بعد رجوع اغلب الموظفين الي بيوتهم لاتجد من يشتريها ، وبالتالي تقل نسبة المبيعات ، والحمد لله نحن في قماري وبفضل الاسطول من الحافلات التي نمتلكها اصبحنا نصل الي جميع المدن في اوقات قياسية ومناسبة جدا ).
    ولما كان الحديث دائر عن اصحاب المكتبات ، حملنا اسئلتنا وذهبنا بها الي صاحب مكتبة القندول الثقافية بالسوق العربي فماذا قال ( التوزيع عموما ونسبة مبيعات الصحف هذه الايام في تدني واضح ، ولكن الاحداث الرياضية ، وخصوصا فوز الهلال الاخير انعش مبيعات الصحف الرياضية ، كما ان حادثة قصف العربة السوناتا بطائرتين مجهولتين بولاية البحر الاحمر ، حركت ركود سوق الصحف السياسية ) .
    اذا هذا هو الوضع العام ، صحافة راكدة دائما ، تتحرك فقط مع الاحداث الرياضية المهمة او السياسية ، وبما ان الكل يعلم ان نسبة القراءة في السودان  في حالة تدهور مريع ، اذ لم تعد تلك المقولة المعروفة ( القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ ) لم تعد قيد الاستخدام في هذه الايام ، فالامر في غاية الخطورة ، وكما تشير بعض الدراسات ان اغلب جيل  الشباب في سن 25 لا يقرأون ، وأن هم قرأوا لا يتجاوز خياراتهم سقف اخبار المغنيين والفنانيين والرياضة ، ولكن بالنسبة للقرأءة العميقة وقراءة المقالات لا وجود لهم فيها ، كما ان  الغزو المتصاعد الذي تشنه وسائل التكنولوجيا الحديثة  ، وعالم الانترنت على الصحف منذ مدة ، سحب الشباب من القراءة عموما ، هذه بعض الهموم التي تواجه المؤسسات الصحفية و شركات التوزيع في السودان ، فهل لنا بأستشراف جيل جديد ، وقراء باحثين عن المعرفة وشغوفين بالعلم والتعليم ، لننتظر ، ربما تأتي الاجابة في يوما ما .


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيسبوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: شركات التوزيع الصحفي في جولة للبحث عن قارئ Rating: 5 Reviewed By: Abdalsalam Alhaj

    حوارات

    Scroll to Top