#الزيت
#كل_يوم_تدوينة
1/30
وأنا في الموصلات في طريقي الى مفروش اتصل بي صديقي علاء الدين وسألني إن كنت قد وصلت مفروش ، فقلت له انني في الطريق ، وسألته مستفسراً عن الاجواء هناك ، فقال لي ( الناس كتيرة وزحمة شديدة ، الناس دي عطشانة ياخ ) ولكن صديقي علاء الدين لم يكن يدري بأنني (أمير العطشانين) ، أتلهف شوقاً الى قطرات مفروش ، فهنالك تبتل العروق ويذهب ظمأ الحروف بلا عودة.
لم أجد عنوان مناسب لهذه التدوينة أروع مما خطته الصديقة رانيا الناير (عودة مفروش هذا المساء كانت من أسعد الامسيات.. الكتب.. الموسيقي.. الاصدقاء) فهذا أصدق وأدق وصفاً لفعالية مفروش ، فهنالك كتب يندر وجودها في مكان أخر ، كما أضفت إيقاعات طبول النيل أجواء لطيفة على براح أتنيه العتيق ، أما رتل الاصدقاء فكانوا فاكهة الأمسية ، إذ يستقبلوك بالأحضان ، وتداعبك بخفة عتابات الصديقات ، ومن بعيييد يناديك بصوت عالي صديق لم تلتقيه منذ مفروش الماضي ، بينما يربت على كتفك من الخلف صديق أخر ولكن في تلك الاثناء يتكفل أصدقاء قدامى بدعوتك لتناول كباية شاي.
أمسية مفروش (مارس ) كانت كشوق الدراويش ، فبعد ثلاثة شهور بسبب غياب مفروش لدواعي إجرائية ، جاء الجميع بكل أشواقهم الى مفروشهم العظيم، وكأنهم أرادوا تعويض تلك الفعاليات الفائتة ، لذلك كانت الفعالية تضج بالمشاعر السمحة ، فشهدت الأمسية قراءات قصصية وعروض رقمية ، كما توفرت فيها نسخ من رواية حمور زيادة (شوق الدرويش) الفائزة بجائزة نجيب محفوظ ، و نسخ من كتاب عبدالله محمد الطيب " الرسم على الهامش " و كتاب (خطاب العاشق – شذور) لرولان بارت الذي ترجمه الاستاذ عبداللطيف علي الفكي، والعديد من العناوين الإبداعية والفكرية المتنوعة.
ولكن أجمل ما في ألامسية كانت لمسة الوفاء الجميلة التى قامت بها (جماعة عمل الثقافية) وهي تُهدى هذه الفعالية الى روح الانسان الشفيف (صلاح الامين ) صديق الجميع صاحب الابتسامة النقية ، الذي أنتقل الى رحاب المولى (عز وجل) في أواخر فبراير الماضي إثر وعكة صحية.
يظل مفروش ملتقى أشواق دراويش الكتب والحروف ، يتلاقوا أول كل ثلاثاء من كل شهر في أرض أتنيه بعمارة أبو العلا الجديدة ، يتأنسوا في حضرة عقاقير الروح ، علهم يشفوا ، ولكنني أشك في رغبتهم الشفاء ، فممسوس مفروش لا علاج له الا مفروش.
وأنا في الموصلات في طريقي الى مفروش اتصل بي صديقي علاء الدين وسألني إن كنت قد وصلت مفروش ، فقلت له انني في الطريق ، وسألته مستفسراً عن الاجواء هناك ، فقال لي ( الناس كتيرة وزحمة شديدة ، الناس دي عطشانة ياخ ) ولكن صديقي علاء الدين لم يكن يدري بأنني (أمير العطشانين) ، أتلهف شوقاً الى قطرات مفروش ، فهنالك تبتل العروق ويذهب ظمأ الحروف بلا عودة.
لم أجد عنوان مناسب لهذه التدوينة أروع مما خطته الصديقة رانيا الناير (عودة مفروش هذا المساء كانت من أسعد الامسيات.. الكتب.. الموسيقي.. الاصدقاء) فهذا أصدق وأدق وصفاً لفعالية مفروش ، فهنالك كتب يندر وجودها في مكان أخر ، كما أضفت إيقاعات طبول النيل أجواء لطيفة على براح أتنيه العتيق ، أما رتل الاصدقاء فكانوا فاكهة الأمسية ، إذ يستقبلوك بالأحضان ، وتداعبك بخفة عتابات الصديقات ، ومن بعيييد يناديك بصوت عالي صديق لم تلتقيه منذ مفروش الماضي ، بينما يربت على كتفك من الخلف صديق أخر ولكن في تلك الاثناء يتكفل أصدقاء قدامى بدعوتك لتناول كباية شاي.
أمسية مفروش (مارس ) كانت كشوق الدراويش ، فبعد ثلاثة شهور بسبب غياب مفروش لدواعي إجرائية ، جاء الجميع بكل أشواقهم الى مفروشهم العظيم، وكأنهم أرادوا تعويض تلك الفعاليات الفائتة ، لذلك كانت الفعالية تضج بالمشاعر السمحة ، فشهدت الأمسية قراءات قصصية وعروض رقمية ، كما توفرت فيها نسخ من رواية حمور زيادة (شوق الدرويش) الفائزة بجائزة نجيب محفوظ ، و نسخ من كتاب عبدالله محمد الطيب " الرسم على الهامش " و كتاب (خطاب العاشق – شذور) لرولان بارت الذي ترجمه الاستاذ عبداللطيف علي الفكي، والعديد من العناوين الإبداعية والفكرية المتنوعة.
ولكن أجمل ما في ألامسية كانت لمسة الوفاء الجميلة التى قامت بها (جماعة عمل الثقافية) وهي تُهدى هذه الفعالية الى روح الانسان الشفيف (صلاح الامين ) صديق الجميع صاحب الابتسامة النقية ، الذي أنتقل الى رحاب المولى (عز وجل) في أواخر فبراير الماضي إثر وعكة صحية.
يظل مفروش ملتقى أشواق دراويش الكتب والحروف ، يتلاقوا أول كل ثلاثاء من كل شهر في أرض أتنيه بعمارة أبو العلا الجديدة ، يتأنسوا في حضرة عقاقير الروح ، علهم يشفوا ، ولكنني أشك في رغبتهم الشفاء ، فممسوس مفروش لا علاج له الا مفروش.
تصوير: رندا حامد
عبدالسلام الحاج
مدون ومستشار للسوشيال ميديا والمحتوى الرقمي ، عضو شبكة مدونون سودانيون بلاحدود وشبكة مدونات عربية، نشرت كتاباته في عدد من الصحف والمجلات السودانية، وله مساهمات في عدد من المواقع والمجلات الإلكترونية العربية والعالمية، مهتم بالإعلام الرقمي ،الفنون والحراك الثقافي المستقل.
0 comments:
إرسال تعليق