التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية علا عبد المحسن :لا إعاقة مع الارادة

علا عبد المحسن فتاة سودانية من طراز فريد ، وتعد مثالاً للشابة القوية ، أحبها الله تعالى وإبتلاها ، وشاءت الأقدار أن تكون  من فئة الصم ، لكنها صارت بفضل إرادتها من أبرز الفنانات الشابات، وحققت نجاحات كثيرة في مجال الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي ، ورفضت أن تعيش في عالم معزول ، إذ أرادت أن يكون سبيلها في التواصل مع الآخرين ليس لغة الاشارة فحسب ، انما فن الرسم والتصوير ، الذي فك عزلتها وكان حافزاً لها للتعبير عن مواهبها ، وخفف عنها قليلا من صعاب الحياة ، إلتقيتها في حوار عن الفن ومواجهة تحديات الاعاقة ، ترى ماذا قالت؟

حوار : عبدالسلام الحاج

علا عبدالمحسن في حروف ؟

-اسمي عُلا عبدالمحسن عبدالحميد مسلم، مولودة بالمملكة العربية السعودية - الرياض ونشأت هناك فترة الطفولة كلها والمراحل الدراسية و أنا البنت الكبرى من ثلاث بنات وولد واحد .

{المراحل الدراسية ؟

-درست في مدارس الأمل بنات في السعودية جميع المراحل ثم درست دبلوم الحاسوب في أحد المعاهد قبل دخولي الجامعة، ثم عدنا للخرطوم لنستقر هنا و التحقت بكلية الفنون دبلوم تخصص تصميم ايضاحي في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ثم درست بكلية التربية بكالوريوس تخصص التربية التقنية في نفس الجامعة .

{ دور الأسرة في حياتك ؟

-أهلي امدوني بالعلم والثقة والاهتمام بشؤوني وتشجيعي في مجال دراستي و هواياتي و لم يحرمونني من اي شيء طلبته و شجعوني على الاعتماد على نفسي في شتى المجالات وتحمل مسؤولية نفسي أطال الله في عمرهما .

{ حدثينا عن فترة كلية الفنون ، ماذا استفدتِ منها ؟

- بداية كنت ارغب في دراسة الحاسوب لأني أحبه جدا و مولعه به لدرجة الجنون بجانب الفن وقدرالله درست في كلية الفنون كماذكرت وبعد السنة الاولى قررت ان اترك كليتي وادرس في جامعة اخرى لعدم انتظام المحاضرات والامتحانات بالجامعة بالنسبة للدبلوم وانا لا احتمل المماطلة ومضيعة الوقت، لكن بتشجيع من الاهل واصلت الدراسة في الكلية وفي السنة الاخيرة استفدت كثيرا من فلسفة الجمال و دراسة الفوتوغراف والجرافيك .

{ ما هي مصادر إلهامك ؟

- من واقع المجتمع والبيئة والتعبير عن بعض القضايا الخاصة بالانسان والطبيعة عموماً .

{ ألوان قريبة الى نفسك ؟

-احب اللون الفوشيا والاصفر والابيض والاسود في التصوير الفوتوغرافي

 

بمن تأثرت من الفنانين التشكيليين ؟

-الفنان التشكيلي والموسيقار شرحبيل أحمد وتأثرت بإحساسه وتواضعه و رسوماته و ايضا الفنان التشكيلي راشد دياب .

{ كيف بدأت علاقتك بالتصوير ؟

-منذ دراستي في المراحلة المتوسطة كنت اهوى التصوير بالكاميرا العادية وخاصة في مناسبات العائلة والأصحاب، فوجدت منهم القبول والآن احتفظ بهذه اللقطات الى يومنا هذا .. و بعد ان اكملت دراستي المعهد ( علوم الحاسوب ) و الجامعية ( من كليات الفنون والتربية التقنيية ) لمدة 7 سنوات و عملت استاذة متعاونة لمادة الفنون وعاودت نشاطي في التصوير و بتشجيع من الأهل على العمل كمصورة هاوية حرة و لازالت بتعلم في حاجات جديدة .

{ ما الذي استهواك في هذا الفن الجميل ؟

-ارى ان التصوير يعكس تعبيراً واحساساً و مفهوماً بالاضافة لأنه ذكرى لكل المناسبات .

{ ماذا أضاف لك التصوير ؟

-تعرفت على مواقع كثيرة وقمت بتصويرها ونشر بعض منها وايضا تعرفت على كثير من الشخصيات في مختلف المجالات .

{ هل تستخدمي الفلاتر والفوتوشوب ؟

-طبعاً استخدمها لكن بشكل بسيط جدا للتصويرلأن كثرة الفوتوشوب يشوه جمال الصورة الطبيعي .

{ صعوبات واجهتك في مشوارك الفني ؟

-بالنسبة للفن التشكيلي لم تواجهني مشاكل لكن في التصوير الفوتوغرافي واجهتني بعض الصعاب في تصوير بعض الأماكن العامة والأشخاص في الطرقات وتعرضت لكثير من الاستجواب وخلافه، وأيضاً من خلال تجوالي في بعض المناطق العشوائية لغرض التصوير كنت ألاحظ الضيق في وجوه بعض الناس ، وأذكر في مرة ذهبنا لمكان معين و في اثناء تصويري لبعض المناظر كنت قريبة من سكن عسكري ولم انتبه لذلك لعدم وجود اي لافتة تنبيه وعندها تعرضت لكثير من التساؤلات و ظناً منهم أني انتمى لجهة معينة أو منظمة أو صحافة.

{ ما هي المعارض التي شاركتِ فيها ؟

-شاركت في عدة معارض للتلوين و التصويرالفوتوغرافي في داخل السودان منها قاليري شمس والنادي السوري والنوبي وفي الاتحاد العام للفنانين التشكيليين شاركت بثلاثة او اربعة معارض وايضا متحف السودان القومي والاتحاد العام للمرأة السودانية وقاليري اروقة وفجوال آرت .

{ ماذا يمثل لك المشاركة في أول معرض بمجموعة المصورين السودانيين ؟

- أولاً أهنىء المجموعة المشاركة بالتسجيل الرسمي بوزارة الثقافة و أنا سعيدة بهذه التجربة في المشاركة في هذا المعرض وكان خير مثال لتحقيق ذاتي لابراز هذه الموهبة والاستفادة من الآخرين للهواة الجدد .

{ما بين الفن التشكيلي والتصوير الفتوغرافي أين تجدين نفسك ؟

- أنا أحب الفن التشكيلي حيث الخيال الواسع في التعبير الشخصي للوحة المعينة ولكن أحب التصوير الفوتوغرافي لأن التعبير فيه أوضح بالنسبة للمشاهد .

{ نظرة المجتمع لكم ، كيف ترينها ؟

- فئة قليلة من الناس ينظرون نظرة شفقة هذا طبعاً غير مستحب لدي قأنا كلى ثقة بنفسي وبالله أولا واخيرا وأحمد الله كثيراً على نعمه العظيمة التي لاتحصى ، وكثير من الناس نظرتهم عادية ويتعاملون معي بطريقة عادية جداً وفي النهاية انا انسانه عادية استطيع التعامل مع اي شخص وبمختلف الطرق واعاقتي السمعية لا تشكل اي عائق في طريقي .

{ لا إعاقة مع الإرادة ،ماذا تقولي عن هذه المقولة ؟

هذه مقولة رائعة و أويدها ، قدر الله للمعاق سواء كانت سمعية أو بصرية أو حركية أن افقد احساسا ما في تكوينه لحكمة لايعلمها إلا هو ولكن أكيد عوضه بنعم اخرى وقدرات مختلفة يستطيع أن يوظفها على حسب حاجاته وإمكانياته . و بالمقابل بعض الأشخاص من الأسوياء يشعرون بالنقص لأسباب مختلفة مما يتسبب لهم ببعض الضغوط النفسية

{ رسالتك الى فئة الصم والبكم ؟

-هذا السؤال رائع ومهم للقراء من هذه الفئة وأحب ان اقول لأخواتي واخواني الصم : اهم شيء هو ان يتمسكوا بالتفاؤل والرضا ويتجاهلو نظرة المجتمع السلبيه لهم و يحاولوا التواصل مع عموم الناس وليس الصم فقط لبناء التواصل وخلق الروح الاجتماعية ،كما أحب أن اقول لأهالي الابناء الصم الاهتمام بهم كثيراً وخاصة في التعليم وتنمية الهوايات وأن يلحقوهم بالتعليم في مرحلة مبكرة من العمرحتى تكون الفائدة أكبر وأنا أركز على هذه النقطة لأني شاهدت كوني استاذه متعاونة لمادة الفنون ان هناك نماذج كثيرة في التأخيرالدراسي وكلمة أخيرة أقولها لأخوتي واخواني الصم بكل فئاتهم العمرية الثقة بالله والاعتماد على النفس ومحاولة تطوير الذات كل حسب قدراته ومؤهلاته مع امنياتي للجميع بالتوفيق والسداد .

{ طموحات علا عبد المحسن في مجال الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي ؟

-طموحاتي كثيرة منها أطمح في إقامة معرض خاص بي ( فردي ) خارج الوطن للتبرع بجزء من العائد لمساعدة الأطفال الصم لإبراز موهبة الفنون لديهم وأرجو من الله التوفيق و أشكركم جزيل الشكر لاتاحتكم لنا هذه المساحة.

 

 

 

 

نشر هذا الحوار في صحيفة الصحافة التاريخ: 6-يوليو-2012

عبدالسلام الحاج

مدون ومستشار للسوشيال ميديا والمحتوى الرقمي ، عضو شبكة مدونون سودانيون بلاحدود وشبكة مدونات عربية، نشرت كتاباته في عدد من الصحف والمجلات السودانية، وله مساهمات في عدد من المواقع والمجلات الإلكترونية العربية والعالمية، مهتم بالإعلام الرقمي ،الفنون والحراك الثقافي المستقل.

3:46:00 ص