728x90 شفرة ادسنس

  • الزيت

    Alzeet. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    2016/01/22

    كلمة أ.طلال عفيفي في إفتتاح الدورة الثالثة لمهرجان السودان للسينما المستقلة





    السيد وزير الثقافة الإتحادي الطيب حسن بدوي،
    أسرة الأستاذ حسين مأمون حسين شريف
    السادة الدستوريين
    السادة ممثلي البعثات الدبلوماسية بالسودان
    السادة إتحاد السينمائيين السودانيين
    السادة جماعة الفلم السوداني
    السينمائيين والسينمائيات
    السيدات الفضليات، السادة الأكارم
    السادة الحضور من كل الأطياف والأعمار والبلاد،

    أطيب التحايا ومساء الخير

    يشرفني أن أقف أمامكم بالنيابة عن زملائي وزميلاتي في سودان فلم فاكتوري ومهرجانالسودان للسينما المستقلة لأحييكم وأتقدم إليك بالتقدير والعرفان لحضوركم هذه الأمسية ودعمكم المستمر لنا على كل الأصعدة.

    إننا في سودان فلم فاكتوري نفخر اليوم بأن نعلن إليكم تمام التحضيرات وإفتتاح الدورة الثالثة من مهرجان السودان للسينما المستقلة برعاية وزير الثقافة الإتحادي، الأستاذ الطيب حسن بدوي، وهو المهرجان الذي شهد تطوراً نوعياً وحقيقياً في نقلته الثالثة هذا العام.

    إستطعنا هذا العام أن نعرض سلسة من الأفلام شديدة التنوع وكبيرة العدد تبلغ ما يزيد عن التسعين فلماً تم إختيارها من إثنين وثلاثون دولة تمثل خيرة الإنتاج السينمائي والتي حصلت على نسب مشاهدة عالية وتقدير نقدي رفيع في الأماكن المتفرقة التي عرضت فيها حول العالم، كما إننا عرفنا الطريق إلى أساليب تنظيمية جديدة علينا وتعاملنا معها بإقتدار وسط شبكة معقدة من المصالح والعلاقات، إستطعنا هذا العام أن ننال المزيد من الإحترام الدولي على مستوى الصحافة المرئية والمقروءة وعلى المستوى المهني، كما كنا سعيدين بأن نستطيع أن نجعل من المهرجان مناسبة تلتقي فيها مؤسسات وأفراد  وشركات في إطار عام ومنضبط للعمل.


    من مميزات هذا العام والتي نبرزها بقوة وجود أكثر من عشرين ضيفاً من أهم الفاعلين السينمائيين في العالم بيننا، جاءوا محملين بالمعارف والرغبة في التعاون وتجسير الهوة على المستوى الإنساني والثقافي.

    ونحن إذ نسعد بوجودهم بيننا ترحب بهم ضيوفاً أعزاء على  الشعب السوداني الكريم، طامحين أن تكون هذه الزيارة بداية لإنطلاق سلسلة العمليات التي من شأنها الدفع وبقوة في تيار الثقافة والفنون في السودان.

    أشير بذلك إلى مشروع المبادرة السويسرية، الذي يعمل بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للثقافة والفنون، على تقديم الدعم التقني والفني لمخططات أفلام وتنشيط ثقافي في السودان خلال الأعاوم الثلاث القادمة، ونحن في سودان فلم فاكتوري نتشرف أن نكون طرفاً وأصحاب مزاملة إستراتيجية في هذا الصدد.

    سعدنا بشكل خاص بعرض أفلام فريدة، إثنين منها تنافس على جائزة الأوسكار هذا العام، وأفلام أخرى تقدم لأول مرة في العالم العربي وأفريقيا. وهنا أشكر الجهد الجبار على مدى أربعة أشهر والذي بذله زميلاتي وزملائي في فريق الأختيار.

    كما سعدنا أن نعرض في حفل الإفتتاح فلم المطلوبون التمنتاشر وهو الفلم الذي تعلق به الكثيرون وعبر بشكل جزيل عن أوجه المحنة تحت الإحتلال بشكل فني خلاق وساخر.

    اليوم وفي هذه الأمسية التي تتفضل سودا سوق برعايتها نتشرف بأن نرحب بضيفنا العزيز الأستاذ مالك جعفر الذي لم يتوانى للحظة عن سد كل الإحتياجات التي واجهتنا في اللحظات الأخير..

    كما أود، أن أرحب وبشكل خاص بالدكتور شريف حتاته المفكر والكاتب والرمز الوطني المصري الذي عرفناه كواحد من أثرى المساهمين في مكافحة الإستعمار والتعبير عن تطلعات وكرامة شعوب المنطقة منذ أربعينيات القرن الماضي، واحداً من رواد حركات التحرر الوطني وإنساناً لم يأل جهداً أو يدخر طاقة في سبيل المعرفة والكفاح والتنويرمما يجعلنا نكن له تقديراً خاصاً لإلتزامه العميق والمستمر المستمر بقضايا مجتمعه.
    رحبوا به معي..


    نرحب كذلك بضيفنا العزيز د. سيد فواد رئيس قناة النايل سينما ورئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
    ونرحب بالمخرج الالماني شاهين رياتز دل والناقدة دكتورة أمل الجمل

    كما نرحب بكل ضيوفنا من سويسرا


    في مهرجان السودان للسينما المستقلة نقوم بتجريب صيغ مختلفة للعمل نحاول من خلالها تحقيق حلمنا المنشود والممثل في عودة دور السينما والثقافة السينمائية للسودان، عبر هذه الصيغ نحاول أن نعيد ترتيب البينية بين المجتمع الفني والثقافي من جهة وبين الدولة والمؤسسات من جهة أخرى، نحاول المساهمة على إيجاد مساحات مشتركة للعمل، وترتيب الأوليات الإستراتيجية، وتعزيز الثقة والكفاءة في التعامل.

    كل عام يختار المهرجان ثيمة يتحرك حولها ويتفاعل معها، في العام الأول إخترنا الأفريقانية كمفهوم ثقافي ومنظور للعمل الفني، فإحتفينا بالسينما الإفريقية، وفي العام الثاني إخترنا فكرة التجسير والربط بين الثقافات، فإخترنا سويسرا ضيف شرف، كمنطقة وسطى بين ثقافات عدة وبلد إستطاعت أن تدير التنوع الحيوي بإقتدار وسلام.

    وكان إختيارنا للطابية العام الماضي كمكان للإفتتاح مبنياً على فكرة التجسير والإرتباط، فالمكان الذي شهد المعارك الضارية بين القادمين على مركب البوردين مسلحين بالمكسيم، في مواجهة المقاومين الأشاوس السودانيين المرتكزين في الطابية أمام النهر، المكان الذي سالت في الدماء بين المستعمرين وأبناء القارة، هو ذات المكان الذي شهد إفتتاح الدورة الماضية وسط حضور أحفاد الطرفين، وبدلاً من المواجهة كان الحوار، فرأينا ممثلي المراكز الثقافية الأوروبية يجلسون جنباً إلى جنب أبناء السودان بشاهدون معاً الأفلام بدلاً من الإستماع لدوي الرصاص..

    هذا العام إختار مهرجان السودان للسينما المستقلة ثيمة المقاومة الثقافية، هذا الفعل الخلاق الفاعل الرامي إلى التمسك بالحياة أمام المهددات المختلفة، أمام الموت والدمار، أمام الأمراض المهددات البيئية، أمام الإنهيار المدني وسيادة العنف.

    إننا حين نحتفي بالمقاومة الثقافية نحتفي بالشعوب المغلوبة والمحتلة، بقدرة المساكين والمعذبين على الأمل، بقدرة المرضى على الصمود، ببحوث العلماء، بغناء المغنين وشعر الشعراء. نحتفي بثقافات الشعوب بتجلياتها المختلفة وقدرة هذه الثقافات في لعب دور متعاظم في تحسين الحياة على ظهر هذا الكوكب.

    من هذا الباب، نرحب بيننا، بالفنان الكبير والتشكيلي المخضرم والمعلم البروفيسور عبد الرحيم سالم العميد الأسبق لقسم المعمار بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، والذي يعكف بدأب وإصرار على إعادة إحياء مدينة سواكن ورد الإعتبار إليها كواحده من مراكز العالم الثقافية والتجارية عبر التاريخ، بالرسم والكتابة والمحاضرات والدراسات، في إصرار نرى فيها مثلاً أعلى ونموذجاً يحتذى في المقاومة الثقافية لكل أشكال التدهور اللذان يواجهان تراثنا القومي كسودانيين وأفارقة وبشر.

    هذا العام أيضاً، يقدم مهرجان السودان للسينما المستقلة ولأول مرة، جائزة حسين شريف لأفضل فلم سوداني جائزة الفيل الأسود، ولذلك حكاية:

    الفيل احد أقوى وأعظم المخلوقات على وجه الأرض، لكن القوة والعظمة هاتين لم تكونا إلا سبباً للهدوء والسلام.. يتقدم الفيل في مسيرته ببطء وبثقة نحو إنجاز المسافات الطويلة، وفي طريقه وأثناء مشيه يفتح الفيل الطريق بحجمه الكبير، وسط الأدغال والأحراش والغصون المتشابكة، فيمهد درباً له وللكائنات الصغيرة لتواصل المسير.. كما أنه أثناء مشيه المتئد يهز الغصون والفروع فتتساقط الثمار على الأرض لتأكل منها المخلوقات الأضعف
    وبالرغم من ما يواجهه الفيل من صيد جائر وقتل للحصول على الثروة، ممثلة في أنيابه العاجية إلا أنه كائن مقاوم للقتل وللتصحر.
    على شرف الفنان الكبير الراحل حسين شريف ستقوم سودان فلم فاكتوري بمنح جائزة الفيل الأسود لأفضل فلم سوداني في مهرجان السودان للسينما المستقلة بدورته الثالثة.
    الأسود إشارة للنقاء والقوة والأناقة.. وبالعلاقة مع إفريقيا فإن الفيل يعبر بشكل أصيل عن روح المقاومة الثقافية التي نتخذها شعاراً لدورة هذا العام..

    في هذا الإطار نبني علاقتنا مع وزارة الثقافة الإتحادية، والتي تعاملنا معها كجهة مسؤولة وذات إعتبار وعلى عاتقها مسؤوليات، ونلمح إلى أننا إستطعنا أن نلمس إرادة في دعم مسألة السينما وهو ما أستندنا عليه في هذه العلاقة، آملين أن ترى الكثير من القرارات النور وتخرج إلى حيز التنفيذ..

    إننا نطلب أن يكون هناك دعم واضح مخصص من ميزانية الدولة للعمل السينمائي، أن يكون هناك مخطط عملي من وزارة التعليم العالي لتفعيل الدراسات السينمائية وإنشاء معهد عالي للسينما، أن يكون هناك سياسة ثقافية وإقتصاد ثقافي يدعمان التحول من الكبوة الى النهضة ويساهمان في رتق النسيج الإجتماعي وتضميد الجراح.
    كسودان فلم فاكتوري نضع كل إمكانياتنا المتواضعة تحت تصرف أي جهة تعمل بصدق على التطلعات المذكورة سابقاً وهذا مني ومن زميلاتي وزملائي عهد وإلتزام.

    أود أن أذكر أن  مهرجان السودان للسينما المستقلة كل عام في ذكرى الأستاذ حسين شريف، التي يوافقها المهرجان الذي ينطلق في 21 يناير من كل عام، وسيبقى هذا الامر ديدننا في المهرجان طوال السنوات القادمة ومفاد الأمر أننا نعتبر أن الدوره الماضية والدوره الحالية وكل الدورات القادمة هي إهداء إلى روح هذا الفنان العظيم وقائمة على ذكراه.
    إنها علاقة روحية نعتز بها، ونتبناها بثقة وإلتزام نرتبط به.

    أود قبل النزول أن أشكر كل أساتذتنا في وزارة الثقافة على يد العون التي مدوها لنا، وعلى مكاتبهم المفتوحة، وأن أشكر المعاهد الثقافية جوته إنستتيوت والمركز الإيطالي ومركز عبد الكريم ميرغني والمجلس البريطاني ومنتدى دال الثقافي ومكتبة جامعة الخرطوم ومركز أمدرمان الثقافي، لما قدموه لنا من مساعد على العروض وعلى إقامة السمنارات وورش العمل أيام المهرجان القادمة، كذلك نتقدم بالتقدير إلى هيئة التعاون السويسرية والسفارة الإيطالية لإستضافتها ضيوفنا المحترمين سويسرا وإيطاليا وهو أمر ساعدنا في إضفاء نكهة خلابة على هذا المهرجان..

    أشكر السيد مانفرد إيفل الذي سخر لنا كل إمكانيات معهد جوته للعمل على إنجاح المهرجان، والسيد سفير دولة إيطاليا فابريتسيو لاباسسو على مساعدتنا في عروض الأفلام وورش العمل بقاعة دافنشي.
    والاخ قريش جعفر الذي ساهم معنا بأشكال مختلفة في تحريك المهرجان ومن بين هذه الأشكال إستضافتنا في هذا المكان..

    نشكر منتدى دال الثقافي وفريق مجموعة دال على كل شيء يقدمونه لنا دون حساب.

    إننا نشكر أصدقاءنا في دونكي شوت فلم برودكشن بسويسرا الذين وقفوا معنا ومع غيرنا في وقت نحتاج فيه للعون ولتبادل الرأي وضخ الحيوية في الشرايين. وبنشكر الفنان محمد شرقاوي على الدعم الفني وتريلر أفلام المهرجان.

    نشكر المجتمع الإعلامي، الصحفيين والصحفيات، الذين تعاونوا جميعاً على إبراز أنشطتنا.
    كما عبر إذاعة كابيتال راديو، وتقديرنا الأكيد موصول للأصدقاء في راديو هلا وتغطيتهم الجزلة.

    بنشكر دال موتورز لرعايتها حفل الختام وشراكتها معنا للعام الثاني على التواي  وكل من ساهم معنا لتحقيق الدورة الثانية عايز كمان أشكر شركة قناة النيل الازرق ومنسوبيها على الدعم الإعلامي الذي ظللنا في سودان فلم فاكتوري ومهرجان السودان للسينما المستقلة نتلقاه منها بكل إطمئنان من جانبنا وحرفية وإلتزام من جانبها..

     أيها السادة الأفاضل والسيدات الأماجد
    نقيم المهرجان هذا العام وفي القلب غصة وفي أفئدتنا حرقة، إذ فقدنا شاباً من أجمل الشباب وأنضرهم، شاب عمل معنا وبيننا في المهرجان وسودان فلم فاكتوري بكل همه وعزم وترك بين الناس عبقاً من الطيبة والإنسانية والإخلاص، إننا نتألم أشد الألم اليوم ونحن نقف بينكم في وليس بيننا الزميل عمار درار.. رحمه الله.. نسأل الله أن يحسن إليه ويتقبله القبول الحسن ويملأ قلوب أهله ومحبيه باعزاء والصبر.

    أخيراً، فإن الحلم بإستعادة العافية للسينما السودانية هو جزء من حلمنا بإستعادة الحياة، وحبنا للسينما جزء من مبنى حبنا لهذا البلد، وسيظل إعتقادنا في أهلية الناس وإستحقاقهم لحياة لائقة أمر يختلط بعملنا اليومي، سنعمل في سودان فلم فاكتوري على ان نبني وسنعمل على مد الجسور وسنعمل على إستعادة المنسي.
    سنقوم بهذا بالتعاون مع الناس، وبالإرتباط المعمق بالمجتمع والقيم المتقدمة فيه.. آملين في غد طيب لنا في السودان وأفريقيا والعالم.
    أطلت عليكم، لكني أختم قولي بأننا نحب السينما ونمد يدنا لكل من يتعاون معنا بنزاهة في هذا الشأن.


    طلال عفيفي
    مهرجان السودان للسينما المستقلة- النسخة الثالثة
    جزيرة توتي
    21 يناير 2016







    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيسبوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: كلمة أ.طلال عفيفي في إفتتاح الدورة الثالثة لمهرجان السودان للسينما المستقلة Rating: 5 Reviewed By: Abdalsalam Alhaj

    حوارات

    Scroll to Top