بوصفي مدون في شبكات التواصل الإجتماعي بالإضافة إلى إلمامي بمهارات لا بأس بها في مجال العمل الصحفي ، وجدت نفسي في أوقات كثيرة ضمن فريق الإعلام بعدد من المجموعات التطوعية أو المؤسسات التي عملت معها في فترات زمنية مختلفة ، لذا لم يكن ولوجي لمجال السوشيال ميديا محض صدفة ، لذلك إجتهد كل يوم في تعلم المزيد عن هذا العالم المعقد والجميل ، ومن خلال سلسلة مقالات ( حملات سوشيال ميديا ) سأسرد تفاصيل عن الحملات الاعلامية عبر السوشيال ميديا التي صممتها ونفذتها، وستكون البداية بالحملة الأعلامية لمبادرة تدريب الاطفال لصناعة الفيلم..
إعجاب مبكر
شدتني فكرة مبادرة تدريب الاطفال لصناعة الفيلم منذ البداية ، لقد تابعتها عبر فترات متفاوته من خلال الفيسبوك عبر صفحة المخرج السينمائي مصعب حسونة مؤسس المبادرة ، أعجبت بهذا النوع الجديد من المبادرات لأنها تستهدف شريحة الأطفال ، لانهم نادراً ما يجدون برامج إبداعية مصممة خصيصاً لهم .
أقرأ تدوينة كتبتها عن المبادرة في وقت سابق من هنا
اللقاء الأول مع أطفال المبادرة
إعجاب مبكر
شدتني فكرة مبادرة تدريب الاطفال لصناعة الفيلم منذ البداية ، لقد تابعتها عبر فترات متفاوته من خلال الفيسبوك عبر صفحة المخرج السينمائي مصعب حسونة مؤسس المبادرة ، أعجبت بهذا النوع الجديد من المبادرات لأنها تستهدف شريحة الأطفال ، لانهم نادراً ما يجدون برامج إبداعية مصممة خصيصاً لهم .
أقرأ تدوينة كتبتها عن المبادرة في وقت سابق من هنا
اللقاء الأول مع أطفال المبادرة
أخيراً أتيحت لي الفرصة لمقابلة أطفال المبادرة في شهر مايو الماضي، جئت إليهم بعد
وعد سابق قطعته لمصعب بأن أعطيهم محاضرة عن السوشيال ميديا ، وبالفعل وجدت أمامي 16 طفل / ة شغوفين بالتعلم ، يتوقون لمعرفة خبايا
الإعلام الإجتماعي ، إذ وجدتهم في المحاضرة يحاصرونني بالأسئلة ، وبعد المحاضرة
طلبوا مني عنوان حسابي على الفيسبوك للتواصل معي ، كنت سعيد بتلك الاجواء ، فهذا
الجيل قادر على إدارة مستقبله بكل حنكة وإقتدار ما لم نفسد لهم الأرض بطيشنا وعدم
مبالاتنا.
بداية الحملة الاعلامية
بعد نهاية المحاضرة أنشأنا سوياً صفحة للمبادرة ، وقمت بتقسم المهام عليهم ، (3) أشخاص ستكون مهمتم كتابة المحتوى ، (3) أشخاص لجمع وتبويب الصور ، وكان ذلك نهار الأربعاء ، وقلت لهم مع حلول مساء الأحد لابد أن تصل الصفحة الى 1000 معجب ، فقط علينا أن نعمل سوياً ، وإتبعوا التوجيهات التي أعطيتها لكم ، كانوا متحمسين للدخول في عوالم السوشيال ميديا ، وبعد أقل من 14 ساعة تجاوزت الصفحة حاجز الـ 1000 لايك ، وفي يوم الأحد تجاوزت الصفحة الـ 2000 لايك ، كانت هذه هي بداية الحملة ، بأفضل صورة ممكنة.
في الحملات الإعلامية توجد عدة سمات أساسية لإنجاح أي حملة منها (المحتوى الجيد ، البساطة ، إختيار قنوات الاتصال المناسبة) وذلك من أجل خلق ترابط مع جمهورك ، وعموماً تتمحور أغلب الرؤى في الحملات الإعلامية حول موضوعين ، الاول يهتم بالسرعة ( أن يعرف أكبر عدد من الناس عن الموضوع بصورة سريعة في أقل فترة زمنية ممكنة) ، أما المحور الثاني فيركز على التفاصيل ( أن يعرف عدد من الناس أكثر التفاصيل الممكنة عن الموضوع في فترة زمنية محددة)، وفي تصميمي لحملة مبادرة تدريب الاطفال ركزت في الفترة الأولى على أن يعرف أكبر عدد من الناس عن المبادرة بصورة سريعة وفي أقل فترة زمنية ممكنة ، وهذا ما حققناه من خلال أول ثلاثة أيام من إنشاء صفحة المبادرة ، أكثر من 2000 شخص سمعوا وعرفوا بمبادرة تعنى بتدرب الاطفال على مهارات صناعة الفيلم.
طريقة التنفيذ
ركزنا في الفترة الأولى من إشهار صفحة المبادرة على تزويد الناس بمعلومات بسيطة عن المبادرة مع صور جيدة مصحوبة بنصوص قصيرة ، إذ كنا ضنينين في المعلومات والتفاصيل ، وهذا أسلوب شائع في الاعلام ، ويستخدم بغرض التشويق ، وهذا الاسلوب يجعل الأشخاص ينتظرون منك مزيداً من التفاصيل ، لكن يجب عليك إذا أتبعت هذه الطريقة أن تلتزم بزمن معين لتحديث منشوراتك ، إذ يساعدك هذا في كسب ود جمهورك ومتابعتك لفترة زمنية أطول لرغبتهم في معرفة المزيد من المعلومات ( مثلاً نجد أن هنالك زمن محدد لبث المسلسلات على التلفاز )، إستمرنا بهذا الأسلوب الى مطلع شهر يونيو.
مرحلة التفاصيل
وفي المرحلة الثانية من حملتنا على السوشيال ميديا ركزنا على التفاصيل ( أن يعرف عدد من الناس أكثر التفاصيل الممكنة عن المبادرة في فترة زمنية محددة) ، هذه الطريقة ربما لا تجلب لك عدد كبير من المتابعين الجدد ، لكنها تجعل الأشخاص الحاليين الذين يتابعونك يعرفون عن موضوعك أكبر قدر من التفاصيل ، سيزبد تفاعلهم معك ، وبالفعل أضفنا العديد من التفاصيل عن المبادرة مع إستمرار عملية التنويع في المحتوى المنشور ، إذ عرفنا الجمهور على الأفلام التي يشتغل عليها الاطفال ، وعرفنا بالمدربين الذين يدربون الأطفال مع صور لهم أثناء التدريب، إستمرت هذه الفترة حتى الثلث الأخير من شهر يوليو.
حملة أمسية تدشين المبادرة وعرض الافلام
الجزء الأخير من الحملة كان الهدف منه أن نجلب أكبر عدد من الناس لمشاهدة أفلام الأطفال في صالة القراند بفندق القراند هوليداي فيلا ، لذا كانت خطتنا لهذه المرحلة أن نعّرف هؤلاء الاطفال للجمهور حتى نخلق التفاعل الأولى ، لذا قمنا بعمل جلسة تصوير للأطفال مع المصور الفوتوغرافي أنس رمسيس في الساحة الخضراء ، وبعد ذلك أعلنا عن موعد أمسية تدشين الأطفال ، هذا الإعلان رفع من نسبة تردد المتابعين الى الصفحة بصورة قياسية ، ومع هذا العدد الكبير من المتابعين قمنا بنشر صورة جماعية للأطفال المشاركين في المبادرة ، نالت هذه الصورة رواج كبير وعدد مشاهدة وصلت الى 6600 ، وهنا قدرنا أن نقيس بصورة واضحة نسبة المتابعين لنا ، وبذلك أصبحنا متأكدين ان هذه هي اللحظة المناسبة لإشعال الحملة بصورة جنونية.
الإشتعال الكبير
كان التخطيط لهذه المرحلة دقيق جداً ، لقد قمنا بتجهيز فيديو عن المبادرة وتصاميم صممها لنا طارق سليمان تحتوى على صور شخصية إحترافية للأطفال مع توضيح العمر ، إسم المدرسة ، مكان السكن و إسم الفيلم ، وكان الغرض من هذه التصاميم إبراز التنوع الجغرافي للأطفال من حيث السكن ، وأن يتعرف الجمهور على الأطفال والافلام التي قاموا بصناعتها في الورشة التي إستمرت خمسة شهور، حتى تزيد من حماسهم ورغبتهم في حضور أمسية عرض الافلام من داخل صالة القراند، وبالفعل أحدثت هذه التصاميم إشتعالاً كبيراً في السوشيال ميدياً ، كما رفعت نسبة التردد على الصفحة لتصل الى 33000 نسبة وصول لمنشورات الصفحة في صباح السبت 1 أإغسطس ، وهو يوم تدشين المبادرة وعرض أطفال الأفلام.
توقعات غير مسبوقة
عند حلول الساعة الرابعة عصراً، أي قبل أربعة ساعات من تدشين المبادرة ، قلت لمصعب حسونة ، اليوم سيكون الحضور كبير ، وفي تمام السادسة مساء كان عدد الحضور أكثر من 500 شخص ، وعندما بدأ عرض الأفلام تجاوز الحضور حاجز الـ 1500 شخص ، وقال لنا أحد المسؤولين بالفندق: ( لم يشهد الفندق برنامج بهذا الكثافة من قبل) ، شخصياً لم أتخيل أن يكون الحضور كبير الى هذه الدرجة، لذا أعتبر حملة مبادرة تدريب الأطفال واحدة من أنجح الحملات الإعلامية التي نفذتها مؤخراً عبر السوشيال ميديا.
0 comments:
إرسال تعليق